أن يتغيب صالح هبرة عن الجلسة الأولى لمؤتمر الحوار، بسبب حضور السفير الأمريكي، فهذا موقف مبدأي، بحكم أن أنصار الله متمسكون بهذا الموقف المعلن منذ وقت بعيد، رغم أنه موقف غير سديد من وجهة نظرنا، فلا السفير من رجس الشيطان، ولا إدارته تستحق اللعنة.. أما أن يتغيب رئيس الحكومة باسندوة بذريعة أنه غير راض عن مشاركة بعض الشخصيات، فليس هذا بالموقف المبدأي، ولا تلك هي الذريعة الحقيقية، فقد تغيب العبد المأمور بسبب حنقه من رئيس الجمهورية، وتبعا لحنق الشيخ حميد الذي أعلن عدم مشاركته في المؤتمر، وبذرائع واهية، ليس أوهى منها ذرائع توكل التي قاطعت هي الأخرى.. قبل أيام من مؤتمر الحوار أعلن الإصلاح قائمة ممثليه، وكان الشيخ حميد ضمنهم، لكنه لم يعلن عدم مشاركته، كما فعل رئيس فرع الإصلاح بحضرموت محسن باصرة، بل أعلن ذلك بعد ساعات من صدور قرار الرئيس بتشكيل مؤتمر الحوار.. لقد كان يطمع في حصة الرئيس، أو أن تكون لقبيلته وحزبه وقراباته نصيب كبير من تلك الحصة، فلما خابت الآمال خرج يعلن مقاطعته ويبرر ذلك تبريرات واهية، وهي أن رئيس الجمهورية تجاوز المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وانفرد بمهمة التحضير والدعوة لانعقاد مؤتمر الحوا، ولم يشرك معه باسندوة، وأن قرارات الرئيس تسببت في حرمان صعدة والعلماء والمشايخ..و..و.. هي ذرائع واهية كما قلنا قبل، إذ أن التحضير لمؤتمر الحوار بدأ قبل نحو عام عندما شكل رئيس الجمهورية لجنة التواصل والاتصال، ثم اللجنة الفنية للإعداد والتحضير، وظلت عملية التحضير مستمرة ومعلنة، والشيخ ومعه تابعه يسمع ويرى، ولم يصدر منه أو حزبه أو تابعه أي احتجاج، بل كانوا يشيدون ويباركون، فما الذي تغير الآن؟ أهي بداية خطة جديدة لعرقلة مؤتمر الحوار؟ ولماذا يدعي الآن فقط أن الرئيس لم يشرك باسندوة في التحضير لمؤتمر الحوار، بينما ما يسمى المجلس الوطني الذي يترأسه باسندوة ويضم المشترك وشركاءه، هم أغلبية في اللجنة الفنية، ومتحكمون أساسيون بعملية التحضير من البداية إلى أمس.. يبدو أن القوم بصدد خطة جديدة لعرقلة الحوار الوطني، لكنهم لم يحسنوا التبرير للخطة. إننا نحترم القاضي حاشد، وصالح العيسائي، وعبد العزيز المفلحي، وأسمهان العلس، وشيخ طارق المحامي، وغيرهم، الذين أعلنوا مقاطعة مؤتمر الحوار بمبررات واضحة مبدأية لا لفَّ فيها ولا دوران، على عكس هؤلاء الذين يغلفون مواقفهم بأغطية خداعية.