علقت اللجنة الفنية للحوار الوطني أمس أعمالها وبدأت دورة تدريبية ثانية للمشاركين في المؤتمر على فن الإلقاء والاستماع والانضباط. ويأتي تعليق اللجنة لجلسات الحوار الوطني بعد ارتفاع حدة الموجهات وصولاً إلى اقتحام بوابة فندق موفمبيك ،كما حدث أمس الأول من قبل مسلحين قبليين. وقسمت اللجنة المشاركين إلى 4 مجموعات لكل مجموعة مدرب خاص، كما قامت بتوزيع شيوخ القبائل المشاركين على القاعات الأربع لتحاشي مزيد من المواجهات. وتتزامن هذه الدورات التدريبية التي ينظمها المعهد الديمقراطي الأمريكي للمرة الثانية منذ بدء الإعلان عن موعد الحوار الوطني في ظل أجواء عصيبة تخيم على مؤتمر الحوار سيما بعد مقتل 3 من الحوثيين في محاولة اغتيال عضو الحوار عن الجماعة عبدالواحد أبو راس. وبحسب ما يرى مراقبون فإن الأسبوع الجاري الذي خصص لعقد دورات تدريبية لا تحظى كما يبدو بقبول المشاركين الذين غادروا القاعات مبكراً رغم أن برنامج الدورة يستمر حتى المساء هو بمثابة استراحة للمتحاورين وتلطيف الأجواء قبيل انطلاق أعمال الجلسات المغلقة التي تبدأ -وفقاً لعضو اللجنة الفنية للحوار الوطني، نادية السقاف- السبت المقبل. ومن المتوقع أن تعقد تلك الجلسات على شكل مجموعات عمل كان قد أعلن عنها في وقت سابق وتتضمن 9 مجموعات تختص كل مجموعة بمناقشة قضية من القضايا المدرجة على جدول أعمال المؤتمر. كما تعتبر الدورات التدريبية بمثابة قياس لمدى تجانس كل أعضاء مجموعة مع بعضهم استعدادا لتوزيعهم على محاور المؤتمر خلال الفترة المقبلة. الكثير من الأعضاء عبروا عن تفاجئهم بالدورات التدريبية، خصوصاً وأن الدورة وبرنامجها هي ذات الدورة التي سبق وأن تدربوا عليها قبل أسبوع من انطلاق فعاليات المؤتمر خصوصاً ممثلي جماعة الحوثي الذين لم يبلغوا بالدورة بعد أن علقوا مشاركتهم في الحوار لمدة 24 ساعة وعادوا أمس. لكن اضطرار اللجنة لإعادة تدريب المشاركين وفقا لما يراه (علي البخيتي) ليس أكثر من تعبير عن ما وصفه بسوء تنظيم البرنامج، خصوصاً وأن قرابة 450 مشاركا من أصل 565 تدربوا على تلك المهارات "وما ذنبنا نحن لو البقية ما شاركوا في الدورة السابقة". تبدو الدورة بالنسبة للكاتب صلاح الدكاك مؤشراً على أن مؤتمر الحوار الوطني سوف يمدد فعاليته أكثر من المدة المحددة له بستة أشهر "لنا 7 أيام ولم ننجز شيئاً". وكشف الدكاك عن وجود ضغوط لدى الشباب باتجاه تنفيذ البنود العشرين للمبادرة الخليجية قبل الخوض في أية تفاصيل عن القضايا المطروحة على طاولة الحوار. الدورة تأتي أيضاً في ظل حوارات تجرى بعيدا عن قاعات المؤتمر ويسعى من خلالها بعض الأحزاب السياسية، لاسيما المشترك إلى إضافة أسماء جدد إلى قائمة الرئيس هادي، كما تسعى قوى أخرى إلى استصدار قرار جمهوري باستبدال عدد من أعضائها المرضى والمتواجدين خارج البلد ولم يتمكنوا من المشاركة في المؤتمر. تلك الإجراءات وغيرها تسببت في تأخر مؤتمر الحوار الوطني عن البدء في القضايا التي كان يتوقع الدخول في تفاصيلها هذا الأسبوع. كما أدت أيضا إلى توقف الجلسات العامة العشر التي سبق لرئيس الجمهورية وأن أعلن عنها أثناء افتتاحه لفعالية المؤتمر الثلاثاء الماضي، ولم يبث منها سوى 3 حلقات فقط. قد تتمكن اللجنة الفنية للحوار الوطني من إبعاد المشاغبين عن بعضهم لعدة أيام، لكن هل ستتمكن من ترويضهم على كيفية إبقاء مسلحيهم على بعد عدة أمتار من البوابة الرئيسة للفندق على الأقل، وكيفية تناولهم لطرح القضايا وبما لا يضيف مزيدا من الصراعات القبلية والمذهبية، ناهيك عن عدم مقاطعتهم لبعضهم البعض أثناء الحديث، يشكك مراقبون في قدرة المشاركين على التأقلم مع الوضع الجديد، فهم بطبيعتهم يملكون تجارب تمتد لعشرات السنين عن الحوار ولكنها لا تختلف عن التعبئة العسكرية في الميدان.