كشف عضو اللجنة الفنية للحوار الوطني، د. ياسين سعيد نعمان عن وقوع المشاركين في مؤتمر الحوار في سوء فهم للقضايا المطروحة على طاولة الحوار. وأشار الأمين العام للحزب الاشتراكي -الذي ترأس أمس جلسة مؤتمر الحوار التي خصصت لمناقشة جدول الأعمال- إن معظم المشاركين سجلوا أسماءهم في قضية بناء الدولة وتجاهلوا القضايا الأخرى، مشيراً إلى أن القضايا الأخرى كبناء الجيش والتنمية...إلخ، هي جزء من بناء الدولة. كما هاجم نعمان المشاركين في المؤتمر، معتبراً لجوء بعض منهم للتهديد بالانسحاب بأنه يعكس عدم قناعة هؤلاء بالحوار الوطني وقال "لا نحتاج لأن نضع المؤتمر في كفة ،ووجودنا داخل الفرق المشاركة في كفة أخرى". وكشف نعمان عن قيام اللجنة بإجراء تعديلات وصفها بالطفيفة على أسماء المشاركين في اللجان، مستبعداً في الوقت ذاته أن يتم اختيار رؤساء تلك اللجان بقدر ما سيتم إجراء انتخابات في كل لجنة لاختيار رئيسها. وحمّل نعمان القوى والمكونات السياسية مسئولية توزيع أعضائها الأمر الذي رفضه ممثلو بعض القوى على اعتبار أن اللجنة الفنية للحوار تدخلت في توزيع أسماء مندوبي الأحزاب كما ورد على لسان أحد ممثلي حزب العدالة والتنمية.فوفقا لممثل حزب العدالة فإن الحزب تقدم بعناوين القضايا التي يرغب أن يشارك أعضاؤه ال4 فيها ،لكنهم فوجئوا بتوزيعهم في قضايا غير التي اختارها الحزب. الانتقادات المتبادلة بين هيئة رئاسة الجلسة التي تضم أمناء عموم الأحزاب السياسية إلى جانب ممثل عن المرأة والشباب والحراك الجنوبي والمشاركين في المؤتمر بلغت اليوم ذروتها بعد توجيه المشاركين كيلا من الاتهامات لهيئة الرئاسة وصولا إلى مطالبتهم بتنحي الهيئة ،وإتاحة الفرصة للأكفاء لإدارة جلسات الحوار ،أو اختيار 10 أشخاص من ذوي الكفاءة وضمهم إلى هيئة الرئاسة كما طالب بذلك محمد عطروش، معتبراً قادة الأحزاب الذين يديرون الجلسة هم سبب المشكلات التي أوصلت البلد إلى ما هي عليه اليوم. أما الشيخ سلطان البركاني فقد اعتبر إشكالية رئاسة الجلسة تكمن في مكوثهم داخل الغرف المغلقة طويلاً للتناقش فيما بينهم "ويأتوا لنا الحادية عشرة لنستمع لهم ". لم تبدأ اليوم فعاليات الفرق التسع المكلفة بمناقشة القضايا المطروحة على الطاولة لسبب واحد كما يراه رئيس جلسة أمس ياسين نعمان هو أن هيئة الرئاسة ما تزال بصدد استكمال تشكيل اللجان ،غير أن مصدراً خاصاً في اللجنة الفنية قال ل"اليمن اليوم" : إن بدء عمل الفرق مرتبط بنتائج اللقاءات التي يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر مع قيادات جنوبية في الخارج، حيث يتوقع أنه قد عقد لقاء مع تلك القيادات في دبي خلال اليومين الماضيين. وأشار المصدر إلى أن الجلسات سوف تعقد على الطريقة التي وصفها أمين عام الاشتراكي ب"استخلاص الجلسات العشر السابقة " حتى تأتي الأوامر الدولية ببدء انطلاق عمل اللجان التي سوف تحظى بإشراف خبراء أوروبيين لصياغة مخرجات الفرق . توزيع وثيقة معمدة من نائب رئيس اللجنة (الإرياني) وعليها أسماء من قيل بأنهم رؤساء اللجان التسع أثارت حفيظة المشاركين الذين طالبوا بضرورة إجراء انتخابات لكل فريق على حدة ،وبما يضمن للجميع حق الترشح بعيدا عن التوافق السياسي الذي بات من أأكبر الإشكاليات التي تعصف بالمؤتمر وتبرز الثقة المفقودة في أوساط المشاركين فيه. رئيس مركز التنمية السياسية، علي سيف حسن قال إن الأحزاب السياسية أبدت اهتماما كبيرا في ال(5) قضايا تسعى للتوافق عليها خارج قاعة المؤتمر، لكنه رغم قناعته بأن حلول القضايا الخمس المتمثلة ب"بناء الدولة، بناء الجيش، قضية صعده، الجنوب، الحكم الرشيد) سوف تتم بتوافق بين الأحزاب السياسية خارج قاعة المؤتمر، فقد طالب الأحزاب بعدم التدخل في بقية القضايا ومنح المشاركين في المؤتمر التحكم بمخرجات تلك القضايا المتبقية. وأشار علي سيف إلى أن المشاركين درسوا بعناية فائقة القضايا ال(5)، وبما لا يخرج عن المكونات السياسية "حتى على مستوى العدد لم يتجاوز المشاركون في اللجان المخصصة لمناقشة تلك القضايا ال40 مشاركاً مقارنة بأعداد المشاركين في الفرق الأربع والذين يتجاوزون ضعف هذا العدد. غير أن محمد عبدالمجيد القباطي كشف عن تلاعب اللجنة الفنية في توزيع مكونات المستقلين وقائمة الرئيس والمرأة ومنظمات المجتمع المدني، معتبراً ضم اسم أحمد بن فريد الصريمة إلى قائمة القضية الجنوبية يفقد الجنوبيين موقعهم في هيئة رئاسة المؤتمر. الإشكاليات التي لا تزال تعترض طريق الحوار كثيرة أبرزها ما يراها مشاركون في المؤتمر مبالغة اللجنة الفنية أو ما أصبحت تعرف بهيئة رئاسة المؤتمر في طرح القضايا . وكما يرى أشرف القليسي فإن اللجنة أضافت بندا خاص بقضايا الثارات والإرهاب ونهب الأراضي إلى ملفات القضايا التي سوف تنظر فيها الفريق المكلف بدراسة الهيئات ذات الاستقلالية الخاصة والتي تضم الإعلام والعدل والخدمة المدنية. ووفقا للقليسي فإن مكافحة الإرهاب لم تتمكن دول عظمى كالولايات المتحدة من حلها فكيف بأعضاء لجنة لا يملكون خبرة في هذا المجال ..حتى الأراضي" ماذا نقول للنهابين تعالوا نشوف لكم أراضي جديدة وتخلوا عن الأولى". بالنسبة ل"علي البخيتي" فإن الإشكالية الحقيقة التي تقف أمام عمل اللجان هو تعمد بعض القوى إضافة شخصيات سواء إلى قائمة قضية صعده أو الجنوب لا يمكن أن تسهم في حل القضيتين بقدر ما سوف تعرقل الحلول " لأن مصالحها تتعارض مع حل تلك القضايا" ،وحمل البخيتي القوى السياسية المسئولية الكاملة في إنجاح المؤتمر مطالبا تلك القوى بطرح شخصيات تملك الرؤية الثاقبة لإخراج اليمن مما هي عليه "ولسنا بحاجة للانتقال إلى وضع آخر". وطالب البخيتي أيضا هيئة رئاسة المؤتمر بسرعة تنفيذ البنود العشرين ..على الأقل البنود التي لا تحتاج إلى تمعن ودراسة كإعلان الاعتذار للجنوب وصعده وإطلاق سراح كافة السجناء .