إلى الآن لم نشاهد أو نسمع أن واحداً من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني دخل إلى القاعة حاملاً في يده وردة لتلطيف أجواء الحوار. الفكرة ليست رومانسية، فلا رشدي أباضة ولا سعاد حسني يلعبون دور البطولة في فيلم "الحوار اللي ما يصيبش يدوش". على فكرة.. يمكن لممثلي الشباب أن يقوموا بهذه الخطوة الجريئة والمهمة، وبالتأكيد سيحرجون كثيراً من المتحاورين المبندقين و"المبردقين" و"المشحوطين" خصوصاً وأن الثقافة السائدة علمتنا لدهر أن "ما قبيلي إلا بغباره" وأن "ما رجال إل وشمِّه بارود"، هي التي أوصلت البلد إلى هذه الحالة من الاحتراب والاقتتال.. وهذه بالطبع حالة من المرض الذهني الذي يتطلب العلاج. دعونا من العلاج بالكي وتعالوا نجرب العلاج بالورد، ما رأيكم؟! أتحمس لممثلي الشباب في مؤتمر الحوار لتنفيذ هذه الفكرة لاقتناعي الشديد بأنهم أكثر شريحة متعافية من الأحقاد ،ولديهم النية الصادقة لأن يتحول هذا البلد المريض إلى مزهرية. ببساطة.. يقدم مؤتمر الحوار لأعضائه المشاركين مصاريف يومية، ولا أعرف من هو التكتل الذكي، أو من هي المجموعة الراقية التي بوسعها أن تخصم من مصاريفها اليومية مجرد "مائة ريال" من كل عضو مقابل شراء "ورود" توزعها يومياً على المتحاورين المتشنجين، إن مجرد وردة واحدة بوسعها أن تكنس قبح سنوات الخصومات التافهة والبليدة. لو كنت مشاركاً في الحوار لما فاتني فعل ذلك، وسأدخل القاعة كل يوم وفي يدي وردة أقدمها لأشد الناس عداوة للجمال، وتخيلوا فقط أن تجدوا الشيخ صادق الأحمر وهو يحمل في يده وردة بيضاء، لا بد أنه منظر ستحج إليه كل عدسات مراسلي الصحف وقنوات التلفزة المحلية والعربية والعالمية معاً، وتخيلوا أيضاً "عبدالوهاب الآنسي" وهو يجلس في المنصة وأنفه غارق يشم وردة تمسكها يده، ونسمعه في القاعة وهو يهدي الوردة للشيخ عبدالمجيد الزنداني.. المنظر غاية في الروعة. سأدع تفاصيل التعليق لكم، وأتفرغ لكتابة مقال آخر عن الوردة. [email protected]