الصيادون اليمنيون يملأون سجون أريتريا ومعسكراتها، والمناشدات تنطلق ولا تلامس أذن حكومة الوفاق.. أكثر من 400 صياد يمني يستخدمهم الإريتريون كأيادٍ عاملة، لبناء العنابر في المعسكرات، يجبرونهم على العمل 16 ساعة متواصلة، ويفقد بعضهم وعيه لكثرة التعب، والحكومة أذن من طين وأذن من عجين، وكأن ما يحدث لا يعنيها في شيء.. أم أن هؤلاء الصيادين ليسوا يمنيين ولا يهمها أمرهم ولا تلتفت لمعاناتهم!! بحورنا مستباحة من قبل الجرافات المصرية التي تجرف الشُّعب المرجانية، ومن قبل سفن صيد تأتي من أقاصي الأرض لتصطاد في مياهنا، لعلمها أننا بلاد سايبة، ويعودون بغنائم لا يحلم بها الصيادون اليمنيون. بحورنا مستباحة، نعم.. لكن أن يتم استباحة الإنسان اليمني والزجّ به في سجون إريتريا وتحويله إلى سُخرة ليبنوا العنابر على أكتافه فهذا ما لم يكن في حسبان أحد.. وأن تصمت الحكومة فهذا فصل من فصول كتاب العار الذي تؤلفه حكومة الوفاق بصمتها واستهتارها بالإنسان اليمني.. هذا الإنسان الذي يعضُّ أصابع الندم كلما تذكَّر أنه منحهم صوته ولوَّث أصابعه بحبر الانتخابات لأجلهم. في عهد حكومة الوفاق استُبيحت البحار وانتُهكت الأجواء وامتلأ البرُّ ببراميل التقطُّعات.. وظهر الفساد في البحر والبر دون أن ينبس أي مسئول بكلمة واحدة!! أهالي الصيادين كانوا يتوقَّعون أن يظهر باسندوة في التلفزيون ليبكي على الصيادين الأسرى في المعتقلات الإريترية، لكنهم انتظروه طويلاً ولم يذرف دمعة واحدة، وكأن الموضوع لا يستحق بعضاً من التظاهر بالبكاء!! حين تستهتر الحكومة بمواطنها ولا تلقي بالاً لحياته وكرامته، أحرى بها أن تدفن رأسها في التراب خجلاً، أو أن تغادر وتترك هذه الكراسي لمن يستحق أن يجلس عليها.