فاجأ وزير الكهرباء صالح سميع، مجلس النواب أثناء جلسة استجوابه أمس قاطعاً الطريق باعترافه الصريح بالفساد داخل وزارته. وقال سميع رداً على أسئلة النائب عبدالكريم جدبان إن وزارته تمثل رأس الحربة في الفساد مطالباً مجلس النواب بالعمل معه لإصلاحها، غير أنه وصف أسئلة جدبان بأنها تحمل طابع (الحق والكراهية). وشمل الاستجواب المقدم من جدبان لوزير الكهرباء في (35) صفحة قضايا فساد في شراء الطاقة ومنح امتيازات لصالح الشركات المملوكة لأشخاص تابعين لحزب الإصلاح، وتعمد تعطيل المحطات العاملة بالغاز من أجل الاستمرار في شراء الطاقة التي تعمل بالديزل، ما كبد الخزينة العامة ملايين الدولارات، وكذلك قرارات التعيين في المناصب القيادية على أسس حزبية والتي بلغت أكثر من 300 تعيين، وتشكيل غرفة عمليات حزبية لإدارة الوزارة صرف لها مبالغ مهولة. وبين سميع أن شراء الطاقة جاء بتوجيهات من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، معلناً استعداده لتقديم استقالته وتسليم نفسه للنائب العام للمحاكمة في حال ثبوت صحة الاتهامات التي تقدم بها جدبان بشأن إبرام عقود لأكثر من 285 ميجا وات بأسعار مرتفعة وبزيادة 5 ملايين وخمسمائة ألف شهرياً. وهاجم سميع رجل الأعمال توفيق عبدالرحيم، واصفاً إياه بالفاسد الظالم، وأن النظام السابق منحه عقود فساد، مطالباً رئيس الجمهورية بإعادة النظر فيها، كما طالب توفيق بتعديل سلوكه وفتح صفحة جديدة مع الشعب والوطن. وفيما تقدم رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح زيد الشامي بالشكر لوزير الكهرباء والنائب جدبان، اعترض النائب فتحي توفيق عبدالرحيم، الذي كان غائبا عن الجلسة وحضر إلى المجلس بعد أن أبلغه أحد الأعضاء بهجوم الوزير سميع على والده، على توجيه الشكر لسميع وقال إن الوزير تطاول على المجلس ولا يستحق الشكر. رئيس مجلس النواب قاطع كلام فتحي توفيق وهدد بطرده من المجلس في حال لم يوقف هجومه على الوزير سميع. ونفى الوزير سميع أن يكون قد عين أحد الموظفين أو مدراء المناطق بناءً على نظرة حزبية. في المقابل قال النائب عبدالكريم جدبان ل"اليمن اليوم" إن رد وزير الكهرباء كان "سخيفا" حيث لم يوضح نقطة واحدة من أسئلته، بل عمد إلى إلقاء خطبة وموعظة. واتهم جدبان سميع بالكذب على مجلس النواب، مشيرا إلى أن المجلس أحال القضية إلى لجنة برلمانية خاصة للتحقيق في الوثائق التي يملكها وتدين الوزير بالفساد. مضيفاً أن لديه وثائق دامغة بالآلاف تدين الوزير وفضائح بالأرقام. البرلمان يدين العدوان على سوريا من جهة أخرى أدان مجلس النواب أمس الاعتداء الصهيوني على سوريا داعياً البرلمانات العربية والإسلامية والجامعة العربية إلى بذل الجهود لرأب الصدع بين أبناء الشعب السوري. وكان النائبان عبده بشر ومحمد الحزمي، قد تبادلا الاتهامات بالعمالة إزاء ما تتعرض له سوريا من قصف إسرائيلي. وانتقد بشر صمت الإخوان في اليمن إزاء ما تتعرض له سوريا من قصف إسرائيلي، متهما إياهم بالعمالة لإسرائيل.