إلى ماقبل عامين كانت قلوبنا على مدننا التراثيةوالتاريخية ..كنا نفرح ونشعر بالزهو، وكانت معنوياتنا ترتفع عاليا عندما نسمع بأن مدينة من مدننا التراثيةوالتاريخيةأدرجتأو هي على وشك أن تُدرج ضمن قائمة التراث العالمي. اليوم لم تعد مثل هذه الأخبار تهمنا أوتفرحنا ..وحتى لو سمعنا أن منظمة الأممالمتحدةللتربية والعلوم والثقافة –يونسكو– أدرجت جميع مدننا وقرانا ضمن قائمة التراث العالمي – بما في ذلك قرية العكابر– فإن خبراً مثل هذا لن يفرحنا، وقد يدفعنا إلى البكاء. ذلك لأن شعبنا هذه الأيام هو من يحتاج إلىالحماية..وهو من بات مهدداً بالانقراض وبالاندثار وليسالمدن. لكن لماذا القلق والخوف على شعبنا! هناك أولويات، والمفروض أن نقلق ونخاف على ممثلي ونواب الشعب باعتبارهم خلاصة عبقرية شعبنا الذي أبدع هذه المدن. ولكم سنكون سعداء لو أن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة –يونسكو– تدرج مجلس النواب ضمن قائمة التراث العالمي.. كون هؤلاء النواب ليسوا فقط تراثيين وتاريخيين أكثر من مدننا التراثيةوالتاريخية، ولكن لأن هؤلاء النواب –الذين تم تحنيطهم المرة تلو المرة- لم يفشلوا فقط في الانتصار لقضايا شعبهم،وإنما فشلوا حتى في الانتصار لبعضهم البعض. ولأن هؤلاء النواب التراثيين والتاريخيين قد فشلوا في إنصاف زميلهم النائب أحمد سيف حاشد، وفي الانتصار له، وفي التضامن معه،فقد بات من الضروري إما أن يُحالوا إلى المتحف،وإلى قائمة التراث العالمي،وإما أن يُحالوا إلىالمحكمة،وإلى قائمة المتهمين،باعتبارهم شركاء في الاعتداء على زميلهم النائب.. شركاء في الجريمة.