أخذ "أبو هريرة" دراجته النارية وانطلق يبحث عن "طلحة" وعن "أبي سمراء" في طرابلس!! هذا ليس كلامي طبعاً.. مَن تابَع أحداث نهر البارد قبل سنوات، لن يظنني أسخر. المهلهل بن ربيعه لا تروق له مجلة "سيدتي" أو "زهرة الخليج"، لأنهما تشجعان على الانحلال!! وحسب فتوى لم يقلها الشيخ "رحيم" الملقب بأبي هريرة، فإن حمود (من حمود هذا؟.. والله مالي عِلم) اعترف أن بحوزته أسلحة قال إنها جزء من أموال المسلمين التي اؤتمن عليها!" وطبقاً لصحيفة الحياة التي نشرت الخبر- آنذاك- فإن مصدراً أمنياً رجح أن يكون هدف "أبي هريرة" من زيارة منطقة "أبي سمراء" هو الاستفادة من مخازن الأسلحة تلك!! على اعتبار أنها ذخيرة لمواجهة المشركين طبعاً! وأنا أتابع أخبار الاغتيالات التي طالت عدداً من ضباط الأمن اليمني وعدداً من الطيارين اليمنيين الذين أنهت حياتهم رصاصات متشابهة، كلها قامت من فوق "دراجات نارية" لئيمة، شعرت بألم مضاعف ،ووجدتني أعود إلى أرشيفي الصحفي لمعاودة قراءة ذلك الخبر القديم أعلاه، وكدت أبكي حينما تسرب إلى أعماقي شعور مريب لكأني أقف على أعتاب 500 سنة للوراء !! تتكرر ذات المشكلة في اليمن كثيراً، ستجد شاباً يبلغ من العمر 20 سنة، عاطلاً عن العمل، وستسمعهم ينادونه ب(حُجة الإسلام)؟! لا بأس أن يكون كذلك، لكني فقط أتساءل عن نوع الكنية التي ستليق به عندما يبلغ عمره الأربعين سنة؟ وإذا قد هو من الآن وعمره 20 سنة ينادونه حجة الإسلام، فبماذا سينادونه عندما يبلغ عمره "60"سنة؟ أبو الأنبياء مثلاً!! ثمة شباب عاطلين وجدوا أنفسهم- فجأة- محشورين في صفحات السيرة النبوية العطرة، فبدلوا أسماءهم، من شادي وطارق وسعيد وهاشم و.. و.. و.. إلخ. إلى أسماء مُصعب بن عُمير، وابن الحارث، والصمصام بن فشعلة، وقرمطة بين الورد، والمعتز بن ربيعة، و..و...إلخ! شبان صغار حفوا لحاهم، ولهم آباء على مشارف التقاعد لكنهم صاروا بفعل أبنائهم يعتقدون أنفسهم رجال ضلالة! فيما أبناؤهم (عيال أمس) يعرفون الله أكثر منهم! وكله كوم وذاك الذي لقب نفسه ب"أبو هريرة" وراح يمتطي دراجته النارية ولا أجدعها فارس من فوارس الفتوحات الإسلامية، ولم يعد الأمر متعلقاً بالفتاوى التي يطلقونها في حق الناس، بل وصل الأمر إلى اعتبار القتل فضيلة للتقرب إلى الله! وهذه هي الكارثة. علينا ألَّا نغالط أنفسنا، إننا بسبب ضياع المشروع العربي- طبقا ًللدكتور (قصي الحُسين) تمسكنا بخطاب إسلامي تحوَّل إلى أيدلوجيا، وأخلى دوره كدينٍ يقوم على الطُّهر والتقوى ومحبة الناس أجمعين. [email protected]