* عندما كنا أهل قوة وبأس حكمتنا امرأة.. وعندما تبارينا في اضطهاد بعضنا بحجة التفوق الطبقي صرخت المقدشية: سوا سوا يا عباد اللَّه متساوية، ما حد ولد حر والثاني ولد جارية. والحكاية المتواترة كثيرة على نجاح النساء وخيبة الرجال في بلاد اختلاط الحابل بالنابل. * يغادر الزوج قريته إلى الهجرة القانونية أو غير الشرعية فتقوم زوجته برعاية الأرض والأبناء بقوة لبوة وعيون صقر ومثابرة نملة.. ويقبض الرجال المرتبات والحوافز والبدلات في الوظائف وحتى مؤتمر الحوار فتبقى النساء حافظات للأمانة متفوقات في كل شيء حتى عندما ترد الواحدة على الملطام بعلبة مياه شملان. * ومع تفوق المرأة في تفاصيل كثيرة من الامتحان إلى صناعة البخور واللبان.. ومن احترام النظام إلى مدّ الحياة بمخرجات الحفاظ على النوع.. فإننا لا نحفظ لهن من الموروث والممارسات إلا ما نحاول فيه بغباء إثبات أنهن ناقصات دين.. فيما ضلعنا الأعوج يثابر في الحفاظ على عوجته. * نمارس ما هو أكبر من كيد امرأة العزيز.. ونتفانى في ترديد ما يعلي من شأن المرأة المقهورة التي تقبل بحبسها بين مطبخ وغسالة ومكنسة. * قديماً قال أحد أجدادنا الأجلاف لامرأته وهي في وسط السلم: أنتِ طالق إن صعدتِ وطالق إن نزلتِ وطالق إن وقفتِ.. فقذفت المسكينة بنفسها إلى الأرض.. فقال لها وهو ظالم: فداكِ أبي وأمي.. إن مات الإمام مالك احتاج إليكِ أهل المدينة. * شوفوا العربي عندما يفاخر بقهر الزوجة والشقيقة والابنة ثم يبني له مجداً من الظلم.. وما نزال نمارس الظلم.. حرماناً للأنثى من الميراث.. والتزويج للصغيرة بالإكراه.. والفرجة على أن (25%) منهن يعانين من سوء التغذية.. فيما التنابلة مصممون على العنف وفرض التبعية السياسية لإثبات تفوُّق العمامة على المقرمة.. مع كل ذلك هل من سبيل لإنكار جرأة وشجاعة وموضوعية ومعارف يمنيات يمثلن نقاط إشراق في ليل الرجال؟ * أما وقد سيطرن على النافذة فليس أقل من أن أختم باستدعاء ما قاله الشاعر أحمد المنيعي: سلام يا روس القبايل يا ذي رئيستكم نبيلهْ ترأست سنِّي وشيعي وطوَّعت كمِّن قبيلهْ.