كثيرٌ من الندم هو كل ما أتذكّره الآن في هذا الوطن، كثيرٌ من الهزائم والأبواب المغلقة والمشايخ أولاد ال....، أصبح من السهولة بمكانٍ الآن أن أعترف أمام كل هذا الترف الشاحب من المتناقضات بالهزيمة، من السهولة بمكانٍ أن أتحدّث عن الرجل الذي يجلس في الرصيف وعن الرجال الذين يمسكون بذلك الرصيف وعن الرصيف المندّهش من كل هذا الكمّ الربّاني الناشز. ومع ذلك وتحسباً لكوني لا أعد أحداً بالحديث مع ربي لاحقاً عن لون كل البقر الذين يتنازعون الغيب فلابأس بالتكهّن من الآن، وتحسباً أيضاً لكوني رجلٌ ثرثار يشعر بالوحدة صرت أتقن صنع الأسئلة ورميها في البحر، وبما يكفي لمعرفة كم هي الجدران باردة ووحيدة أيضاً،بما يكفي لأخبر وطني كم صرت ُكبيراً حتى العدم. تحسباً لكل هذه الفوضى الكلامية سارمي الكرة في ملعب المغفرة، كيف نقتل هذه الغربة يا الله، هل تقاتلنا على السماء فضيّعنا الأرض أم ماذا ..؟، الناس ممتعون للغاية حين يعودون مرتبكين من حلمِ شخص ٍ ما، عمّا يتساءلون؟، ربما يسعون جاهدين لمعرفة من يخبئ البندقية ومن يمسك العصافير، ما هي مواصفات الوطن الجديد بعد تقليعة الربيع والشتاء والبرد والخطيئة والتفاحة وإبليس الذي يكره الحلّاقين. ماذا تريد ...؟ ، لا تسألوني هذا السؤال ونحن نركب نفس المركبات يومياً، ونشعر بنفس الضجيج اليومي، بنفس القلق من ارتكاب جريمة الصدق، بنفس الشعارات، التفاصيل الكرتونية والأغبرة التي تطفوا فوق عقولِ المتسفسطين على حساب الإنسان وقيمه الطيبة. ربما سأكون أكثر نظاماً في مناسبةٍ أخرى وبحسب (أعواد القات) و(أبراج الوجع) و(سيمفونية كلفوت)، الآن فقط أكتب ما يخطر لي، وما يحلو لثورتي الصغيرة، ربما أن الكلام في جسديته قد لا يصل بقدر ما قد تصل كل هذه المشاعر الراكدة فوق نافذة الفكرة ولا تسمح لها بالتحرر مثلاً. الجميع يتقاتلون داخل جمجمتي الترابية، الأرض ومن يدورون حول الأرض ومطاوعة البغاء وأسماء المساجد الحصرية ورائحة عرق النسوان وكم أنا عبثي بجعل رأسي يدور ويدور ولا يسقط، أفكر أيضاً كيف أنّه لا يمكنني الخروج سالماً من هذه المعركة دون المرور بتحدٍّ آخر عمّن أدخلني فطرتها أصلاً، وجعلني أقرب لزنجيٍّ يدور حول جمجمة تشتعل وهي في الأصل ملكٌ له ولبنيه من بعده. هيه حسناً، نلتقي في مكانٍ آخر، رأسي سيصطدم بالفجر وينام. [email protected]