* بسبب الفأر اللعين سجل اليمنيون ربما أول هجراتهم، وما يزال الفأر هارباً من وجه العدالة. * وبسبب تجريف الأحياء البحرية والشعب المرجانية وتفجيرها في الأعماق تهاجر الأسماك ويهاجر الصيادون اليمنيون خلفها إلى مناطق بحرية يصبحون فيها صيداً لدول الجوار.. حيث القرصنة والمصادرة والسجن. * وعبر مراحل تاريخية متلاحقة ظلت الهجرة من خصائص اليمنيين المستحقين وصف مراجم الأرض.. ومع أن الهجرة إحدى علامات الكائن الحي عندما يكون مضطراً للحفاظ على النوع، يستوي في ذلك مَنْ يمشي على قدمين مع مَنْ يمشي على أربع.. وَمَنْ يسبح وَمَنْ يطير إلا أن ما يميز الهجرات هو التمسك العقلي أو الفطري بمبادئ السلامة. * وحدهم اليمنيون يضطرون إلى الهجرة بقوة دفع الديناصور الذي انقرض.. ليس لانعدام أسباب القوة وإنما لتغليب المثل العتيق «ما بدا بدينا عليه».. الذي لا أظن إلا أن له أساساً في الخطوط الحميرية. * قبل أكثر من نصف قرن من الزمان هاجر بطل رائعة مطهر الإرياني «الباله» رغم أنه كان «تاجر أينما جاء فرش».. والسبب أن عسكر الجن «شلّوا ما معه من بقش». * وقبل وبعد ذلك وإلى الآن ولليمني أسبابه في مغادرة الأهل «القساة والخلان».. حيث لا عاصم لليمني من عسكر الجن الذين يأتون في ألف لبوس ولبوس.. في صورة.. فأر.. صور شيخ.. ظالم.. وجاهة تنهب ا لأرزاق بآلية الدولة.. وضيق حال اليد.. وشيخ الفساد. * عبر التاريخ كانت عولمة العيش المشترك حقيقية.. أما الآن فالعولمة متوحشة.. حيث تعتقد بعض الجماعات والحكومات في بلدان كثيرة أن ما يعطى لمهاجر أجنبي إنما يتم انتزاعه من أفواه أبناء البلد.. وما تزال الجماعات المتطرفة في مختلف دول العالم تجتهد في مساعي منع وصول اللقمة إلى أفواه الأغراب. * ودائماً لا لوم على أولئك.. إنما اللوم على هذه الحكومات الافتراضية التي تضيق الخناق على الناس وتجبرهم على تجرع مرارة الهجرة وتقبل الإهانات التي تصل حد التمثيل بالجثث. * جديد أوضاع اليمنيين أنهم غير مهرة في السباحة، حتى أنهم لا يخاطرون في تجربة مخاطرة ركوب البحر باتجاه أفريقيا أو جنوب وشرق آسيا.. فيما تنتصب أمام وجهتهم الشمالية جدران مرتفعة وأحذية جنود قساة.. وفي بلادهم حكومات تستمرئ تسوّل المساعدات التي لم تفرمل حقيقة أن أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر وفي عميق سوء التغذية وصعوبة الحياة.. جمعتكم مباركة.