إلى روح الشهيدين حسن أمان وخالد الخطيب .. ضحايا العنجهية المشايخية وخذلان المتمدنين لبعضهم. *** ليس هناك ما هو أثقل من يد لا تستطيع أن تقدم لرعاياها شيئاً. وتلك تماما هي الدولة في اليمن الآن! في موازاة القبيلة، تتصرف الدولة كنائب فاعل؛ فيما القبيلة تتحرك كما الدول العظمى لحماية رعاياها، ولا يمكن وصف هذا الحال عموما بشيء أقل من أن الدولة غدت أشبه بمولود "الكنغر" محمولة في كيس القبيلة. القبيلة تحكم، القبيلة تعارض، القبيلة تناور، القبيلة تحشد لجيش شعبي. القبيلة "تتقنفز" بنا من هيجة إلى هيجة ونحن "مقعيين" نتفرج. القبيلة ترفض الوحدة، القبيلة تحمي الوحدة، القبيلة تضع شروطها "عررررر" وأتحدى الدولة تقول كاني ماني. القبيلة تقرر ما هو الدين وما هي الفضيلة.. ما هي الرجولة وما هي العسكرة وما هي الخيانة وما هي الوطنية وما هي المواطنة المتساوية.. ما هو الصح وما هو الخطأ.. ما هو الأدب والفن وما هي "الفرغة" وقلة الأدب.. يحدث ذلك والمدنيون من الناس –وهم الأكثرية طبعا- يظهرون حيال نفوذ القبيلة كما لو أنهم مجرد مواطنين سلف. زعماء القبائل الكبار يحصلون على دعم سخي من بلدان الجوار ومن الدولة أيضا، الله يفتح عليهم.. ومع هذا لا أحد يقول في حقهم شيئاً أبداً. لكن لو أن هناك جماعة مدنيين ذهبوا إلى مقيل سفير ما، ياغارتااااه، يقلبوا الدنيا فوق رؤوسهم ويمطرونهم بأفضل وأجود أنواع الشتائم والتهم، من العمالة إلى الخيانة إلى المجوسية إلى الارتهان للخارج و... و... و... الخ. القبيلة تعقد مؤتمراتها والكل يضرب لها تعظيم سلام.. القبيلة يحق لها أن تدافع عن أصحابها وأن تتمترس خلف قاتل أو خلف خاطف من رجالها، عااااادي.. بلادهم. لكن لو تمترس الحضرمي حول "بقشان" أو تعصب صاحب الأعبوس لأغنية أيوب طارش صاحوا: ياغارتاااااه.. هولا مناطقيين.. هؤلاء قرويين. عاد شي خبر يا جماعة؟!