ينقضي عمر اليمني وهو مطنن يتساءل: تقولوا كيف.. عتسبُر؟. في 11 فبراير 2011 اندلعت ثورة –بدأت سلمية- مطالبة برحيل نظام الرئيس "صالح"، وكان السؤال المتكرر حينها: تقولوا با يرحل؟ بعد حادث النهدين في يونيو2011 انتقل "صالح" مصاباً إلى الرياض لتلقي العلاج، و"نبع" سؤال جديد حينها على نحو: تقولوا با يرجع؟. قبلها في 3 إبريل 2011 جاءت المبادرة الخليجية وتساءل اليمنيون حينذاك: تقولوا كيف، با يوقع؟. في 23 نوفمبر من العام ذاته وقّع "صالح" ومعه أحزاب اللقاء المشترك على المبادرة، وتساءل اليمني وهو على نفس الطنَانة: تقولوا وقَع من صدق وإلا حركات نص كُم؟. بسبب سياسات اللف والدوران التي حكمت هذا البلد طويلاً –ولا تزال- فإنك لو فتشت في رأس اليمني ستجد تركيبة المُخ في جمجمته تبدو على هيئة علامة استفهام كبيرة، بحاجة إلى نبي جديد ليجيب عليها من دون قسوة أو تعالٍ. على أن "طِنانة" اليمني نعمة لو اكتشفتها كوريا الشمالية لصنعت منها مفاعلاً نووياً يدوِّخ أمريكا وأهالي أهلها كمان. ل"طنَانة" إنسان اليمن المُنهك أذرع كثيرة تتشكل دائماً على هيئة أسئلة، قد تبدو أسئلة محرجة بالفعل، لكن ينبغي على حكومة الوفاق الوطني الإجابة عليها دون التفاف وعلى وجه عالٍ من السرعة، وهي أسئلة على نحو: س: تقولوا هل سيتم جبر الضرر بالنسبة للمختفين قسريا لأسر الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل "الوفاق"! س: تقولوا هل سيتغير خطاب التخوين والكراهية والأحقاد ونشهد خطاباً مختلفاً قائماً على الحب والتسامح والبناء؟. س: تقولوا هل سنحترم حرية الاختلاف في الرأي؟ أم أننا سنعيش حقبة أخرى من التهم الجديدة والبلهاء؟. س: تقولوا هل سيسلم الجنرال علي محسن موقع الفرقة لبناء حديقة عامة بالفعل، وإلا أن الأمر مجرد هُدار من جيز كل الهدار الذي سمعناه من قبل؟ س: تقولوا هل سيعقل اللاعبون الرئيسيون (سلطة ومعارضة) ويتركون اليمنيين ليعيشوا من حياتهم يومين حلوين على بعضهم؟. س : وأما السؤال الملح الآن: هل سيتم إلقاء القبض على قتلة (حسن أمان وخالد الخطيب) أم أن التمييع سيطال القضية، تماما كما تم تمييع مقتل "الحامدي" والدكتور "درهم القدسي" وغيرهم من المدنيين العزل؟! ينبغي أن تتم الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها من دون تلكك، خصوصا وأن من واجب التغيير الحاصل في البلد أن يقنع كل أولئك المستقويين على الدولة بالسلاح أن أرواح الناس مش لعبة .. أو بأن أرواح الناس لم تعد لعبة. س: هل ستنتهي ألعوبة المحاصصة السمحة ويستعين الرئيس هادي بالكفاءات ليبني بلدا متعافيا من صراعات السياسة، أم أننا سنعاود الطنان من جديد ونتساءل مجدداً: تقولوا الرئيس هادي لديه النوايا الصادقة بالفعل لبناء دولة، أم أنه سيكتفي بلعب دور المفارع بين شوية جن أنهكوه بالفعل؟! [email protected]