منذ عام 2011 م والمواطن العربي يسمع عن السلمية، لكنه يشاهد قتلى يسقطون هنا وهناك. فما هي حقيقة السلمية؟ نحن في اليمن كنا نسمع المعتصمين يرفعون شعار: سلمية سلمية، وفي الوقت نفسه نرى أطفالاً وشباباً وقد كتبوا على أجسادهم أنا الشهيد القادم.. كما كنا نسمع: سنزحف بصدور عارية.. وبالمثل شاهدنا ذلك في اعتصامات رابعة العدوية والنهضة في مصر. فما هي حقيقة هذه السلمية؟ هناك مجموعة منظمات أمريكية وألمانية استقطبت المئات من الشباب العرب ونقلتهم إلى صربيا لتدربيهم على تجربة الشباب العربي في الإطاحة بحكم سلوبودان موليفيتش في العام 2000.. لقد تم تدريب هؤلاء على كفاح اللاعنف والتغيير السلمي والديمقراطية، الأهم في الأمر أن جورج سوروس الصهيوني هو الذي دعم هذا التدريب. إضافة إلى أن منظمة فريدوم هاوس هي مؤسسة يهودية ماسونية بدليل أن رئيسها هو الماسوني وليام هاورد. وهو عضو- كما تقول المعلومات- في منظمة الجمجمة والعظام.. لقد وضعت فريدوم هاوس قائمة بالدول "الحرة" في المنطقة العربية ووضعت إسرائيل بوصفها الدولة الوحيدة "الحرة" في المنطقة العربية. قامت فريدوم هاوس بتأسيس أكاديمية التغيير في دولة قطر، مهمتها دعم الجماعات الإسلامية والإخوان في العالم العربي. ومن هذه المنظمات أيضاً هيومن رايتس ووتش، وهي الذراع الرئيسية لمنتدى المنشقين وقد أنشأها في نيورك اليهودي روبرت برنيشتين. وهناك منظمة تعزيز حقوق الإنسان التي أسهها الصهيوني ديفد كيز.. هذه المنظمة تحالفت مع المدوِّنين العرب بهدف الضغط على الحكومات. حينما شعرت الولاياتالمتحدةالأمريكية بكراهية العالم لها وخاصة بعد حروبها ضد العراق وأفغانستان حاولت أن تستخدم أساليب جديدة وقوى ناعمة كانت وسيلتُها الناشطين السياسيين والحقوقيين.. وعزز ذلك مشروع الفوضى الخلاقة الذي أطلقته كونداليزا رايس والذي بموجبه سمحت الولاياتالمتحدةالأمريكية لنفسها بالتدخل في المنطقة العربية تحت ذريعة نشر الحرية والديمقراطية. ولست بحاجة للقول إن شعار هذه المنظمات هو قبضة اليد، بمعنى القوة بيد الشعب، أي أن يحكم الشعب نفسه بنفسه بدون سلطات قضائية أو تشريعية أو دينية أو تنفيذية أو عسكرية أو غير ذلك، ويهدف ذلك إلى تدمير كامل المؤسسات وخلخلة أعمدة الدول المستهدفة وزعزعة مبادئ واستقرار المجتمعات المستهدفة بهدف إعادة بنائها من جديد على أهداف وقيم ومبادئ جديدة تتناسب مع حماية إسرائيل وأمنها. يتم ذلك من خلال الشباب غير الواعي الذي يقف ضد النظام فيتم تدمير الدولة وتفكيكها بدون الاضطرار إلى التدخل الأجنبي، عن طريق استغلال الحشود لقطع الشوارع وإغلاقها. وقد ذهبت جريدة نيويورك تايمز إلى أن جماعات أمريكية ساعدت في تغذية الانتفاضات العربية. وقالت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة تخصص مليارات الدولارات للبرامج العسكرية وحملات مكافحة الإرهاب، لكن المنظمات الأمريكية المموَّلة حكومياً لدعم الديمقراطية في الدول العربية قد أثبتت نجاحها مقارنة بالجهود التي قادها البنتاجون. وأضافت الصحيفة أن عدداً من الجماعات والأفراد الذين كان لهم دور مباشر في الثورات ومن بينهم حركة شباب 6 إبريل في مصر والمركز البحريني لحقوق الإنسان ونشطاء شباب آخرون تلقوا تدريباً ودعماً من منظمات أمريكية مثل المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الوطني الديمقراطي، ومؤسسة فريدوم هاوس. وقد اعترف سرجيو يوفتش بأنه درب في صربيا مجموعات هائلة من النشطاء والحقوقيين والسياسيين من 37 بلداً حول العالم على خطط وتصاميم واستراتيجيات وتكتيكات وآليات كاملة لإسقاط الأنظمة بصورة احتجاجات مدنية وسلمية تقوم على اعتماد مبدأ الهجوم والعصيان المدني والشعبي والتحرش بالأمن والشرطة والتواجد عبر المخيمات في الأماكن والميادين العامة، وإضفاء الأحداث الدرامية والرمزية على الواقع العام، وسبل تنظيم المسيرات الجماعية وكتابة البيانات والشعارات والرايات الإعلامية، واعتماد الأناشيد والأغاني التي تؤدي إلى زيادة الحماسة وتجتذب المزيد من الجماهير ودعم بقائها في الشوارع والميادين العامة. أخيراً يمكن القول إن السلمية التي رفعت في الميادين والشوارع ها نحن نجني ثمارها الحقيقية، والواقع يكشف عمق التردي الذي آل إليه الفعل السياسي.