من المستبعد أن تحدث الضربة العسكرية المحدودة على سوريا تغييرا جذريا على أرض الواقع في العوامل التي تحرك الأزمة منذ أكثر من عامين وتجاوز عدد القتلى فيها المائة ألف. كذلك فإمكانية أن تؤدي إلى جمع الأطراف المتقاتلة على طاولة المفاوضات بعيدة كما أن بروز جماعات إسلامية متطرفة في أوساط مقاتلي المعارضة ليس فألا طيبا لما قد يأتي بعد الرئيس بشار الأسد. ومن المرجح أن يكون التدخل مكلفا. فالمقاتلون الذين لم ينخرطوا في التطرف حتى الآن قد يصابون بخيبة أمل إزاء الطابع المحدود للضربة ويمكن أن يتألموا مما قد يسقط من ضحايا بين المدنيين. وهوت أسواق الأسهم والعملات في جميع أنحاء العالم بالفعل وسط مخاوف من أن يؤدي التدخل إلى تفاقم التوترات الطائفية الإقليمية. وازدادت التفجيرات في لبنان في الآونة الأخيرة وشهد العراق سقوط أكبر عدد من القتلى منذ عام 2008. وسيكون الرد الانتقامي من جانب سوريا ومؤيديها الأجانب مكلفا. فالصراع في سوريا يضر بالأردن حيث كان الاقتصاد الهش بالفعل يعتمد على المساعدات الخارجية قبل طوفان اللاجئين السوريين. وروسيا التي تزود تركيا بأربعة بالمائة من وارداتها النفطية يمكن أن تحاول معاقبتها لدعمها الضربة. وهذا قد يزيد الضغط على الليرة المتهالكة. كما أن الآمال في ذوبان الجليد في العلاقات مع القيادة الإيرانية الجديدة قد تضعف أيضا. وعلاوة على ذلك فإن تأجيج التوترات السنية/الشيعية في المنطقة بأسرها يؤدي إلى توترات دائمة في سوق النفط. بالفعل فإن الامتناع عن القيام بعمل سيكون له أيضا ثمنه. وقد يمتد الصراع السوري إلى دول مجاورة حتى من دون التدخل العسكري الخارجي ويؤدي في النهاية إلى نفس النتائج. وينبغي على المستثمرين أن يستعدوا لعدم الاستقرار لفترة طويلة. وفي المقابل على الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين أن يعرفوا أنهم سوف يضطرون إلى مواجهة عواقب وخيمة أيا كان اختيارهم. وضع وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري الأساس لعمل عسكري محتمل في سوريا في خطاب شديد اللهجة يوم 26 أغسطس ردا على هجوم بالغاز الأسبوع الماضي خارج دمشق. -قال كيري إن الرئيس باراك أوباما "يعتقد أنه يجب أن تكون هناك مساءلة للذين يريدون استخدام الأسلحة البشعة في العالم ضد الأشخاص الأكثر ضعفا في العالم". -ردد الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني في وقت لاحق تعليقات كيري قائلا "ليس هناك شك يذكر في أذهاننا أن النظام السوري يستحق العقاب". -أظهر استطلاع للرأي نشرته رويترز ومؤسسة إبسوس يوم 24 أغسطس أن حوالي 60 بالمائة من الأمريكيين يعارضون التدخل العسكري الأمريكي في حين يعتقد تسعة بالمائة فقط أنه يجب على أوباما التحرك. -للصراع في سوريا انعكاسات أمنية أسوأ بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط أكثر مما فعلت الحرب الأهلية في العراق، وفقا لمدير معهد الدراسات الاستراتيجية أميل حكيم الذي هو أيضا كتب عن انتفاضة سوريا والانقسام في بلاد الشام. - بعد خطاب كيري أقفل سوق الأسهم في تركيا بانخفاض 4.7 في المائة مسجلا أكبر هبوط له منذ أغسطس 2012. وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة السعودية 4.10 بالمائة مسجلا أكبر هبوط له في يوم واحد منذ أغسطس 2011. - عدد القتلى جراء الصراع في سوريا تجاوز مائة ألف وفقا للأمم المتحدة. *رويترز