الحياة بالنسبة للحوثيين هي الفناء وليست ذات جدوى دون الدماء ولا قيمة لها إن لم تكتحل عيونهم بمناظر الدمار والخراب وإن لم يتنفسوا روائح البارود ويستنشقوا غبار بيوت الله ومنازل خلقه التي يدكوها بأسلحتهم الجهادية وحناجرهم تصدح بالموت لأمريكا وإسرائيل وبالنصر للإسلام غير متناسين بالطبع اللعنة على اليهود في مشهد أقل ما ينعت به أنه مشهد ما بعد الجنون سألني أحد طلابي قائلا: عندما يدمر الحوثيون المساجد وينسفون المنازل ويريقون الدماء هل سيحققون للإسلام نصرا ويلحقون باليهود هزيمة ؟ فأجبته بسؤال كأنه جواب وقلت له: المواطنة عند الحوثيين هي أن تتلوث كي تتحوث أو تتخمين نسبة للخميني وأن تهلك الحرث والنسل لتبقى سلالة واحدة لأن الله الذي يقتلون باسمه واحد لا شريك له ولأنهم لا يؤمنون إلا بواحدية حركتهم وقائدهم وقرارهم يحرمون التعدد في كل شيء في الفكر وفي الطبيعة ولعل هذا هو وراء ولعهم بسكن الكهوف وهدم البيوت فالمدينة عندهم مجتمع متعدد وغير متجانس يتناقض مع حركتهم الواحدية الفكر والقيادة لذا وجب عليهم تدميرها حين تعجز الحركات المتطرفة عن تقديم حلول لمشاكل المجتمع وحين لا تملك خطابا سياسيا وفكريا واجتماعيا يوجد له جمهورا يحتضنه ويصنع لها قبولا في المجتمع تلجأ للتلبس بالدين والالتصاق بالسماء داعية سكان الأرض للتسليم لها والانقياد ما لم فإنها تعتبر نفسها مخولة بإبادتهم بمباركة إلهية والحركة الحوثية الرافعة على سبيل التضليل للمسيرة القرآنية لا تحيد قيد أنملة عن هذا المسار .