كتب السفير الصيني لدى بلادنا مقال بعنوان "التشارك في بناء الحزام والطريق وتحقيق الكسب المشترك والتطور " فيما يلي نصه : انعقد منتدى الحزام والطريق الدولي في بكين خلال يومي 14 و15 مايو عام 2017، حيث اجتمع الضيوف الكرام من أكثر من 100 دولة ومن ضمنها اليمن، لمناقشة مبادرة الحزام والطريق والتشارك في بناء منبر التعاون وتقاسم ثروات التعاون. ألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ كلمة تحت اسم "التعاون في تعزيز بناء الحزام والطريق"، حيث يفسر مفهوما ومضمونا لمبادرة الحزام والطريق بشكل كامل، ألا وهو بناء الحزام والطريق كالطريق السلمي والمزدهر والمنفتح والمبتدع والمحتضر على أساس روح طريق الحريرالتي تتميز بالتعاون والسلامة والانفتاح والتسامح والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك. وإن المؤتمر توصل إلى 5 التفاهمات المهمة: الأول: بذل جهود في بناء الحزام والطريق والتعاون في مواجهة تحديات الاقتصادي العالمي. وقدرت كل الأطراف التطور الذي حققه الحزام والطريق، وستواصل جهودا في تعزيز تناسق السياسات وترابط البنى التحتية وتواصل الأعمال وتداول الأموال وتفاهم الشعوب. الثاني: دعم وتعزيز التنسيق للسياسات الاقتصادية والتقاء استراتيجيات التنمية لتحقيق التنمية المشتركة. وافقت كل الأطراف على تعزيز تنسيق السياسات في المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية والاستثمارية وإلخ وتدعم بناء الاقتصاد العالمي المنفتح وبناء منطقة التجارة الحرة وتسهيل التجارة والاستثمار. ووافقت كل الأطراف على التقاء استراتجيات التنمية وخطوط التعاون وتكامل المزايا والتطور المشترك والاهتمام بالتنمية والابتداع وإعداد القطاع الجديد والنظام الجديد وإعطاء قوة النمو. الثالث، تحقيق النتائج الجديد في التعاون العملي في كل المجالات. قررت كل الأطراف على اتخاذ التواصل والتبادل كالأولوية وبناء شبكة ترابط البنية التحتية وتعزيز بناء الطريق الاقتصادي وتعزيز تنمية الاقتصادي الحقيقي بصورة أفضل وأسرع والاهتمام بالتعاون في الاستثمار والتمويل ودعم الانفتاح المتبادل في السوق المالية وبذل جهود في بناء نظام الضمان المالي المستقر والمستمر الذي يمكن السيطرة على المخاطر. الرابع: بناء جسور التبادل الاجتماعي بين مختلف الدول. تحرص كل الأطراف على مناقشة التعاون الثقافي والإنساني على مختلف المستويات والمجالات وتعزيز التعاون في مجالات حماية البيئة ومواجهة التغيير المناخي ومكافحة الفساد وتسهيل تبادل الأفراد. الخامس، على قناعة بأن "الحزام والطريق" هو منبر التنمية المنفتح والمتسامح، كل الدول هي المشارك والمساهم والمستفيد منه على المساواة. وأعلن الرئيس شي جينبينغ عن أن الصين ستعقد الدورة ال2 لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في عام 2019. إن الحزام والطريق تضرب جذوره في التارخ ويتعامل مع المستقبل، تطرح من الصين وينتمي إلى العالم. بعد أن طرح الرئيس شي جينبينغ هذه المبادرة، حظيت هذه المبادرة الاستجابة والدعم الواسع من المجتمع الدولي، هناك أكثر من 100 الدول والمنظمات الدولية تشارك فيه، كما أن التقارير للجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي تضمن مضمون الحزام والطريق. إن الرئيس الصيني شي جينبينغ ذكر مرات في كلمته التبادلات بين الصين والعالم العربي في مجال الاقتصاد والتجارة والثقافة والعلم. فطريق الحرير يوصل علوم الفلك والرياضيات والفلسفة والطب العربية إلى الصين، وفي المقابل يوصل طريق الحرير الاختراعات الأربعة الصينية والتكنولوجيا لتربية دود القز والحرير والخزف إلى العالم. إن اليمن مصدر للحضارة العربية وعلاقات الصداقة الصينيةاليمنية تتمتع بالتاريخ الطويل والأساس الشعبي. قبل 2000 سنة ونيف، قد وصل التجار الصينيون إلى اليمن باعتباره محطة مهمة في طريق الحرير. وفي فترة أسرة مينغ الملكية، زار البحار الصيني تشنغ خه اليمن 4 مرات، وما زال نصبه التذكاري قائما في ميناء عدن. وتعززت العلاقات أكثر بعد تأسيس العلاقات الدبلوماسية وخاصة بعد تطبيق الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، اذ أن التبادلات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية تكثفت يوما بعد يوم. كانت الصين أكبر شريك تجاري على مدى السنوات لليمن قيل اندلاع الحرب، ونتائج التعاون مثمرة في مجالات تداول السلع والبنية التحتية، ويحقق التعاون الصينيةاليمنية المنفعة المتبادلة والكسب المشترك. إن السلام والتنمية هو الموضوع الرئيسي لعصرنا، وقد استمرت الحرب اليمنية لأكثر من السنتين، وذلك يؤثر في التطور الاجتماعي والاقتصادي كثيرا، إن الصين تأمل من صميم القلب في انتهاء الحرب في اليمن وتحقيق السلام والاستقرار في أسرع وقت ممكن، وبدأ إعادة البناء الاقتصادي، وإن الجانب الصيني على استعداد للتجمع بين بناء الحزام والطريق وإعادة بناء الاقتصادي اليمني وتعزيز التواصل مع الجانب اليمني بروح التشاور والتشارك والتقاسم لتعزيز التعاون في المجالات ال3 التالية: أولا، تعزيز التعاون في السكك الحديدية والطرق العامة والموانئ وغيرها من البنية التحتية لتعزيز التواصل والتبادل. ثانيا، تعزيز التعاون في القدرات الإنتاجية لمساعدة اليمن على تسريع عملية التحديث ورفع القدرة للتنمية الذاتية. ثالثا، تعزيز التعاون في المجال الثقافي والإنساني، إن الصينواليمن كلاهما من الدول ذات الحضارة القديمة والثقافة الغنية، وإن التبادل الثقافي والإنساني بين الصينواليمن سيساعد في تعزيز المعرفة المتبادلة والصداقة بين الشعبين. إن تعاون البلدين في بناء "الحزام والطريق" يتمتع بمستقبل مشرق وسيحقق المنفعة المتبادلة وسيعود بالخير إلى الشعبين. إن الحزام والطريق يتمسك بروح طريق الحرير ويرتقي بها، إنه طريق الكسب المشترك لتعزيز التنمية المشترك والازدهار المشترك، كما هو طريق الصداقة الذي تعزز الفهم الثقة والمعرفة المتبادلة. إن منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي يشير إلى الاتجاه الصحيح، ويضفي قوة النمو الجديدة. يقول المثل الصيني "الجبال والأنهار لا تفصل الناس الذين يتمتعون بنفس الطموح"، إن نفس الحاجة والمفهوم للتنمية يجمع بين الدول على طول الطريق بشكل وثيق. ويقول المثل العربي "الأهرام تم بناءها حجر تلو حجر"و"خير القول ما صدقه الفعل"، ونحن على استعداد لبذل جهود مشتركة مع كل الدول على طول الطريق لتنفيذ نتائج المنتدى وتعزيز بناء قضية الحزام والطريق العظيم خطوة تلو خطوة لتحقيق الاتقاء بين الحلم الصيني والحلم اليمني والحلم العالمي وبناء مصير المجتمع البشري المشترك.