تدشين مشروع إعادة تأهيل وترميم الشارع الرئيسي لحرم جامعة صنعاء    5 شهداء فلسطينيين بقصف صهيوني لمنزل شرقي خان    تنديد صحفي وحقوقي بالأوامر الحوثية ضد الصحفي محمد المياحي    تدشين غرس 10 الاف نخلة في شوارع الحديدة    بحضور وزير الشباب : اختتام أنشطة الدورات الصيفية في رداع بالبيضاء    مبابي يمنح الريال الفوز في ليلة وداع الأساطير    "شبوة برس" ينشر تفاصيل عن مقتل 5 عناصر إرهاب في أبين    تقرير: زيادة الرسوم الأمريكية 50% قد تكلف ألمانيا 200 مليار يورو    شرطة مرور إب تضبط سيارتين بسبب التفحيط    الرهوي: الحكومة ستعمل على تسهيل كل التحديات التي تواجه قطاعي الزراعة والثروة السمكية    تعز.. وقفة نسائية تطالب بتوفير الخدمات الأساسية في مقدمتها الماء    الأرصاد يتوقع طقساً حاراً إلى شديد الحرارة وينصح بالوقاية من أشعة الشمس المباشرة    المصري محمد صلاح يتوج بجائزة رابطة الدوري الإنجليزي كأفضل لاعب هذا الموسم    موجة إلغاء الرحلات الجوية لا تزال تعصف بمطار (بن غوريون)    انطلاق أول رحلة للحجاج اليمنيين من مطار صنعاء إلى جدة    هل تنفجر مشاكل المنطقة في حج هذا العام؟    ارتيريا تفرج عن 37 صيادا يمنيا بعد شهر من احتجازهم ومصادرة قواربهم    صوت صعفان الهادر في وجه الصمت والفساد والارتهان    إصابة 3 مهاجرين بنيران سعودية وانفجار جسم من مخلفات العدوان بصعدة    يمنيون بالقاهرة يحتفلون بالذكرى ال35 للوحدة اليمنية    الصحة العالمية: وفاة 10 أشخاص وإصابة نحو 13 ألف بالكوليرا في اليمن خلال الثلث الأول من 2025    في ذكرى رحيله العاشرة    صنعاء حين تربينا على الصبر    الاعتراف المهين للهزيمة    «ليكيب»: الهلال أرسل عرض إنزاجي.. وجالتييه بديلا    توجس من حدوث مصادمات عسكرية بين العمالقة وقوات "درع الوطن العليمية" في شبوة    قراصنة يختطفون 16 بحارا من أبناء الشحر    حقول نفط شبوة تسعف كرباء عدن ب 100 ألف برميل نفط    الانتقالي أوفى بوعده ونقل المعركة إلى حدود اليمن والجنوب    للمرة الرابعة.. نابولي يتزعم إيطاليا    لاس فيجاس تحتضن نزال القرن    "الصحيفة" يتوَّج بكأس اليوم العالمي لمكافحة التدخين في #شبوة بعد مباراة مثيرة أمام "الاستقلال " بعتق    ملتقى مشائخ ووجهاء اليمن يعزّي بوفاة الشيخ ناجي بن جعمان    الاتحاد الأوروبي يطلب توضيحا بشأن تهديد ترامب بفرض رسوم بنسبة 50%    محافظ شبوة اللواء العولقي يدعو للالتفاف حول القائد ويكشف لأول مرة الأسباب الحقيقية وراء إعلان الانفصال    اليمنية تحدد موعد بدء تفويج الحجاج من مطار صنعاء الدولي    اليمنية تحدد موعد بدء تفويج الحجاج من مطار صنعاء الدولي    رونالدو يكشف "عمره البيولوجي" ويثير الجدل حول موعد اعتزاله    الحميات تتفشى في عدن وسط غياب الدور الحكومي    وقفات بمأرب وتعز تضامنا مع غزة وتنديدا بالفشل الدولي في وقف الإبادة    الإنسان بين الفلسفة والدين    الخطوط الجوية اليمنية تعلن البدء بتفويج الحجاج من مطار صنعاء اعتبارا من الغد    مطاوعة وزارة الأوقاف يحتكرون "منح الحج المجانية" لأنفسهم    نداء شعب الجنوب العربي إلى العالم لإغاثته من الكارثة الإنسانية    اكثر من (8000)الف حاج وحاجه تم عبورهم عبر منفذ ميناء الوديعه البري مديرية العبر بحضرموت    السعودية:محمد عبده يعتذر.. ورابح بديلا في العلا    دراسة صادمة تكشف ما قد يفعله الهاتف الذكي بعقول الأطفال!    العراسي: صغار المودعين يواجهون اشكاليات وحلول الودائع لم تنفذ ووقف التعيين والتكليف مبرر لابقاء الفاسدين    تصاعد موجات التفشي الوبائي بتعز .. تسجيل الصحة آلاف الإصابات بخمسة امراض خلال اقل من نصف عام    تحرير بلا احتفال: عيد الوحدة في ميدان الغبار    جامعة سيئون تمنح ثلاث درجات دكتوراه بامتياز في اللغة والأدب    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة غرقًا في ساحل صيرة بعدن    في الذكرى ال35 : الوحدة اليمنية ... بين التدخلات الخارجية وحروب الثلاثمئة عام!    رسالة أستاذ جامعي!!    صنعاء .. التربية والتعليم تحدد موعد بدء العام الدراسي القادم    تقييم هندسي: "شجرة الغريب" في تعز مهددة بالانهيار الكامل وسط تجاهل رسمي    باب الحارة يفقد أحد أبطاله.. وفاة آخر فرد بعائلة "أبو إبراهيم"    جراء الإهمال المتعمد.. انهيار قلعة تاريخية في مدينة يريم بمحافظة إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان اليمن .. التكافل الاجتماعي يتحدى الظروف الاقتصادية
نشر في يمن فويس يوم 30 - 03 - 2023

تواصل "الأطباق المتبادلة" رحلتها بين منازل اليمنيين خلال شهر رمضان المبارك، كواحدة من أبرز صور التكافل الاجتماعي الصامدة في وجه الأزمة الإنسانية التي تصفها الأمم المتحدة ب"الأسوأ عالميًّا"، نتيجة للحرب التي يعيشها البلد منذ أكثر من 8 أعوام.
واعتاد اليمنيون منذ القدم، على تبادل أطباق المأكولات مع جيرانهم، بلحظات تسبق الإفطار، إلى جانب روح التآلف والتراحم ومساعدة الفقراء والمحتاجين السائدة خلال هذا الشهر، إلا أن مثل هذه العادات الجميلة، بات عليها مواجهة الأوضاع الاقتصادية الحالية، التي يكافح فيها أكثر من 80% من سكان البلاد، للحصول على الغذاء ومياه الشرب والخدمات، بحسب التقارير الدولية.
ويقول المواطن مبارك التوم، إن "معظم الأسر اليمنية ما زالت محافظة على هذا النوع من التقرب إلى الله، رغم الظروف البائسة. لكنه يرى أن هذه العادة قد تخطئ كثيرًا أهدافها السامية، إذ لا تخلو في بعض الأحيان من المجاملات بين الجيران غير المحتاجين، ولا تصل مثل هذه الأطباق والمأكولات إلى الأسر الفقيرة فعليًّا".
ويشير في حديثه ل"إرم نيوز"، إلى أن "عادة تبادل الأطباق، ارتبطت بعادة أخرى قد تكون مكلفة لبعض الأسر، حيث بات سائدًا في المجتمع اليمني أن الطبق الذي يصل إلى المنزل لا ينبغي إعادته فارغًا، ولذلك فإن بعض الأسر المحتاجة والمستورة باتت تكلف نفسها لرد الطبق مليئًا بالمأكولات التي قد يكونون هم أشد حاجة إليها".
وقال التوم، إن "إحدى الأسر الميسورة بمديرية المعلا، جنوبي العاصمة المؤقتة عدن، لجأت منذ رمضان الماضي، إلى استخدام حافظات الطعام البلاستيكية، لتوزيع أصناف متعددة من المأكولات، حتى لا تحرج جيرانها بإعادة الأواني المنزلية مليئة بالطعام".
صمود وتماسك
وتتعدد أوجه التكافل الاجتماعي في اليمن، خلال شهر رمضان، عبر أنشطة مجتمعية تجسد مبدأ التعاون والتراحم، إذ تحرص المساجد على إقامة موائد إفطار جماعية يتكفل بها بعض التجار، فيما يعتمد بعضها الآخر على ما تجود بإرساله الأسر القريبة من المساجد، وما يحضره المصلون معهم من مأكولات، فضلًا عن الموائد الجماعية التي تتشارك بعض الأسر في إقامتها بأيام معينة من رمضان وسط الأحياء السكنية.
ويشيد التربوي، فهمي عبدالرب ل"إرم نيوز"، بهذه العادات الحميدة، التي قال إنها "تحافظ على الروابط الاجتماعية وتمزج بين التكافل والعبادة، حتى وإن تراجعت وتأثرت بسبب الأوضاع الاقتصادية إلا أنها تبقى صامدة، نتيجة لما تحدثه من شعور نفسي يصاحبها خاصة خلال شهر رمضان، لأن الخير في المؤمنين قائم إلى قيام الساعة".
ويرى الصحفي عارف بامؤمن، أن هذه السلوكيات اللافتة والمستمرة على الرغم من الأوضاع الصعبة التي ألقت بظلالها على مختلف نواحي الحياة، تؤكد تمسك المجتمع بعاداته الخيّرة.
وقال في حديثه ل"إرم نيوز"، إن "الزائر إلى محافظة حضرموت، خصوصًا إلى مناطق تريم وسيئون وغيرها، خلال هذه الأيام، سيلاحظ بشكل واضح مدى التكافل الاجتماعي، سواء من خلال الإفطارات الجماعية في المساجد والأحياء وغيرهما من المشاريع التطوعية، أو من خلال الختومات الرمضانية، وهي عادة تجري فيها زيارات اجتماعية في أيام محددة لكل منطقة، يتم خلالها دعوة الأقارب والأصدقاء لمأدبة الإفطار، ولعل هذه العادة هي الميزة التي تنفرد بها حضرموت في شهر رمضان".
مبادرات شبابية
ولا يخلو رمضان اليمن، من المبادرات الشبابية التكافلية في مختلف محافظاته، بحثًا عن الأسر الفقيرة التي يكتظّ بها البلد، وسط تقديرات تشير إلى أن أكثر من 25 مليون يمني، باتوا يعيشون تحت خط الفقر، جراء تداعيات الحرب، وفقًا لمنظمات الأمم المتحدة.
ويكثف المصور الصحفي، صالح العبيدي، من نشاطه الخيري التطوعي في رمضان، لإغاثة الأسر الفقيرة في محافظات عدن ولحج وأبين، جنوبي البلاد، مستغلًا شهرته الإعلامية الواسعة في مجال التصوير، التي كسبها خلال السنوات الماضية من عمر الحرب اليمنية.
ويقول العبيدي، في حديثه ل"إرم نيوز"، إن مبادرته التي بدأت قبل أعوام، يتضاعف نشاطها خلال رمضان، وهي تقوم على جمع التبرعات من المغتربين في الخارج أو متبرعين في الداخل، لشراء مواد غذائية ومواد استهلاكية ضرورية، وتوزيعها على الأسر الأشدّ فقرًا، وتوثيق عملية التوزيع ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، "وهذا ما جعل ثقة الداعمين ترتفع وتزداد أعدادهم لتتوسع مبادرته وتخرج عن نطاق عدن".
مشيرًا إلى أن المساعدات الإغاثية التي وزعتها مبادرته خلال ال6 الأيام الأولى من رمضان الجاري، تخطت 1200 سلة غذائية، في المناطق النائية من المحافظات المستهدفة.
وأكد العبيدي أن لديه فرقًا محلية في المحافظات تقوم برصد الأسر الأشد فقرًا والأيتام والتي يعجز عائلها عن توفير قوت أسرته لأسباب مرضية، وهي الأسر الأكثر استفادة من هذه المبادرة، إلى جانب عمليات الرصد الفورية التي تقوم بها فرق التوزيع للأسر المكافحة.
الحرب وتبعاتها
يعتقد أستاذ علم الاجتماع بجامعة عدن، الدكتور فضل الربيعي، أن استمرار مثل العادات الإنسانية في ظل الظروف الحالية، هو أمر جيد يعبر عن روح التراحم والتعاون، ويحمل أبعادًا إنسانية وأخلاقية واجتماعية، أكثر من الأبعاد المادية.
وقال في حديثه ل"إرم نيوز"، إن "أبرز أسباب تراجع مثل هذه العادات الإنسانية خلال السنوات الأخيرة، هو الحرب وتبعاتها الاقتصادية والنفسية والاجتماعية، التي أثرت على حياة الناس واستقرارهم، وبالتالي نقلتهم من حالة السكينة والألفة إلى حالة من القلق والتوتر والعوز وأصناف متعددة من المعاناة كانقطاع مصادر الرزق وغيرها، وهذا ما جعل الكثير من الناس مشغول بذاته وأسرته ولم يعد لديه الوفرة لمساعدة الآخرين".
وأشار الربيعي، إلى أن مثل هذه الظروف، وضغوطات الحياة وزحف القيم المدنية الحديثة التي تسودها الفردانية وحب (الأنا) ويضعف فيها مبدأ (الجماعة)، تنعكس سلبًا على روح التعاون والتآلف داخل المجتمعات، وبالتالي تراجع حالة التكافل الاجتماعي الذي كان دائمًا ما يسود خلال شهر رمضان.
مضيفًا أن بعض هذه العادات الرمضانية، أخذ طابعًا آخر لا تتعلق فوائده بسد حالة العوز أو الاحتياج المادي، كإقامة العزائم والولائم للأقارب والجيران والأصدقاء، وهذا يهدف إلى التقارب والتواصل الاجتماعي، بعيدًا عن تحقيق النفع المادي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.