هزة ارضية في خليج عدن    هزة ارضية في خليج عدن    هزة ارضية في خليج عدن    عدن .. تظاهرة نسائية تتحول إلى مسيرة بعد منعها من دخول ساحة العروض    النعمي يكشف عن تمرد على قرار رئاسي بخصوص ضرائب قات الشرفين ويتهم لوبي بالتحريض ويتحدث عن مغارات فساد    ميلان يحقق الفوز امام مونزا في اخر جولات الدوري الايطالي    ليفربول يقترب من تجديد عقد المدرب سلوت    إنجاز وطني عظيم    في حضرة المياحي    شركة نفطية أجنبية تنسحب وابن بريك يوجه بتشكيل إدارة لقطاع العقلة النفطي ويحدد الجهة التي يوجه إليها الانتاج    المقالح: حكم سياسي لا علاقة له بالعدالة، فلا تصنموا الرجل    مقهى "الإبي" وصاحبه بتعز .. سبعون عامًا من ثبات الموضع وتبدلات الأحوال    أحمد زكي : الجنبيّة اليمنيّة .. سلاح تراثي يحرس هوية أمة    تقرير: زيادة الرسوم الأمريكية 50% قد تكلف ألمانيا 200 مليار يورو    ريال مدريد يودع مودريتش بتخطي بيتيس العنيد    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 53901 شهيداً و122593 مصابا    الذهب يرتفع أكثر من 2 بالمائة    عدن تنزف وتُباد تحت سلطة محتل ومؤسسة الفساد    تعز.. تظاهرة نسائية احتجاجا على تدهور الوضع المعيشي وانهيار الخدمات    غارتان تستهدفان مراقشة ابين وعين شبوة    5 شهداء فلسطينيين بقصف صهيوني لمنزل شرقي خان    تدشين غرس 10 الاف نخلة في شوارع الحديدة    بحضور وزير الشباب : اختتام أنشطة الدورات الصيفية في رداع بالبيضاء    شرطة مرور إب تضبط سيارتين بسبب التفحيط    الرهوي: الحكومة ستعمل على تسهيل كل التحديات التي تواجه قطاعي الزراعة والثروة السمكية    تعز.. وقفة نسائية تطالب بتوفير الخدمات الأساسية في مقدمتها الماء    موجة إلغاء الرحلات الجوية لا تزال تعصف بمطار (بن غوريون)    هل تنفجر مشاكل المنطقة في حج هذا العام؟    إصابة 3 مهاجرين بنيران سعودية وانفجار جسم من مخلفات العدوان بصعدة    يمنيون بالقاهرة يحتفلون بالذكرى ال35 للوحدة اليمنية    ارتيريا تفرج عن 37 صيادا يمنيا بعد شهر من احتجازهم ومصادرة قواربهم    الصحة العالمية: وفاة 10 أشخاص وإصابة نحو 13 ألف بالكوليرا في اليمن خلال الثلث الأول من 2025    في ذكرى رحيله العاشرة    موجة شديدة الحرارة.. حالة الطقس اليوم    توجس من حدوث مصادمات عسكرية بين العمالقة وقوات "درع الوطن العليمية" في شبوة    للمرة الرابعة.. نابولي يتزعم إيطاليا    لاس فيجاس تحتضن نزال القرن    الانتقالي أوفى بوعده ونقل المعركة إلى حدود اليمن والجنوب    قراصنة يختطفون 16 بحارا من أبناء الشحر    حقول نفط شبوة تسعف كرباء عدن ب 100 ألف برميل نفط    استعمرتم بلدي باسم الدين واليمنِ    "الصحيفة" يتوَّج بكأس اليوم العالمي لمكافحة التدخين في #شبوة بعد مباراة مثيرة أمام "الاستقلال " بعتق    اليمنية تحدد موعد بدء تفويج الحجاج من مطار صنعاء الدولي    اليمنية تحدد موعد بدء تفويج الحجاج من مطار صنعاء الدولي    رونالدو يكشف "عمره البيولوجي" ويثير الجدل حول موعد اعتزاله    الحميات تتفشى في عدن وسط غياب الدور الحكومي    الإنسان بين الفلسفة والدين    الخطوط الجوية اليمنية تعلن البدء بتفويج الحجاج من مطار صنعاء اعتبارا من الغد    مطاوعة وزارة الأوقاف يحتكرون "منح الحج المجانية" لأنفسهم    نداء شعب الجنوب العربي إلى العالم لإغاثته من الكارثة الإنسانية    اكثر من (8000)الف حاج وحاجه تم عبورهم عبر منفذ ميناء الوديعه البري مديرية العبر بحضرموت    السعودية:محمد عبده يعتذر.. ورابح بديلا في العلا    دراسة صادمة تكشف ما قد يفعله الهاتف الذكي بعقول الأطفال!    تصاعد موجات التفشي الوبائي بتعز .. تسجيل الصحة آلاف الإصابات بخمسة امراض خلال اقل من نصف عام    تحرير بلا احتفال: عيد الوحدة في ميدان الغبار    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة غرقًا في ساحل صيرة بعدن    رسالة أستاذ جامعي!!    صنعاء .. التربية والتعليم تحدد موعد بدء العام الدراسي القادم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موائد فاخرة وبطون خاوية
متناقضات رمضانية
نشر في الجمهورية يوم 20 - 07 - 2014

هذا الشهر الفضيل جعله الله شهر اً للعبادة، شهراً للصيام والقيام، شهراً لعمل الخير والتنافس في الأعمال الصالحة، ولكن البعض منا ومن المفهوم الخاطئ لهذا الشهر يجعل منه تنافساً في الأكل والشرب والتفنّن في المأكولات والمشروبات، حيث تراهم يُقبلون على الأسواق عند عصر كل يوم ليشتروا ما لذّ لهم وطاب، لتملأ بها موائد الإفطار، في المقابل البعض الآخر لا يجد حبة بلح على مائدته, هنا في حضرموت موائد يحلو بها الصيام، موائد فاخرة تعج بالمأكولات والمشروبات ويُرمى الفائض إلى براميل القمامة، وموائد أخرى خاوية تخلو من كل شيء, يا لها من متناقضات.. الاستطلاع التالي يسلّط الضوء على ذلك:
شهر الجود
في البداية تحدث إلينا الشيخ عبدالله عوض باجبير قائلاً: رمضان شهر العبادة شهر المنافسة في الخيرات، شهر الإحسان وتفقد المحتاجين، شهر البذل والعطاء، ولقد كان رسول الله (محمد) صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان , والصائم يتقرب إلى الله بترك ما تشتهيه نفسه من الطعام والشراب والشهوات الأخرى, ففي هذا الشهر عبرة وحكمة جعلها الله للأغنياء لمعرفة قدر نعمة الله عليهم والنظر لإخوانهم الفقراء, والناظر اليوم إلى أحوال كثير من الناس يجد أنهم قد اتخذوا من رمضان موسماً للتفنن في المأكولات والمشروبات، مما يسبب لهم الكثير من المشاكل وبسبب ذلك يفقدوا الكثير من الفوائد والحكم من صيامهم, ويصل ببعض الناس إلى حد الإسراف والتبذير، وهذا كله مما لا يرضي الله، قال تعالى {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين}, فادعوا إخواني ألا يجعلوا من رمضان موائد أكل وشرب، بل موائد خير يتنافسون فيها، من تفقد للمحتاجين وتفطير للصائمين وغير ذلك , اسأل الله أن يلطف بنا وأن يغير أحوالنا إلى الأحسن والحمد لله رب العالمين.
إسراف
الشخصية الاجتماعية عمر علي بن وبر قال: رمضان شهر كريم يستبشر الناس بقدومه، فهو ضيف عزيز عليهم , رمضان شهر عبادة ومودة ورحمة، ولكن ما نشاهده اليوم في هذا الشهر خلافاً لما كان عليه أجدادنا وآباؤنا في السابق، أصبح الناس اليوم يجعلون منه شهراً لملء البطون والإسراف وتزيين الموائد، مما أدى إلى تكليف الناس فوق طاقاتهم، بل جعلهم يتدينون المال لأشياء ليس لها لزوم, وهذا أمر منهي عنه, في السابق كان الناس يتهيأون لرمضان ببساطة وبسلاسة لا بتكلف, هنا في حضرموت الخير كثير، والمودة والرحمة بين الناس موجوده، ولكن ما يعيبهم هو الإسراف في موائد الإفطار، حيث يُرمى الفائض إلى براميل القمامة أو إلى الأغنام وهذا ليس له حاجة، فالأفضل لهم أن يأكلوا على قدرهم , نسأل الله الصحة والعافية وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
سوء هضم
توجهنا إلى طوارئ مستشفى القطن العام بعد الإفطار مباشرة، وكان هناك الطبيب المناوب عبد العزيز لكمان، والممرضين خالد بن عويد وعلي باسلامه، فسألناهم عن أحوالهم وأحوال المرضى فأجابوا: الحمد لله على كل حال هنا في الطوارئ زادت الحالات المرضية عما هي عليه في الأيام العادية، حيث شخصت الكثير من الحالات في سوء الهضم والاسهالات، وارتفاع ضغط الدم، والسبب هو الإفراط في الأكل عند الإفطار مباشرة، وكذا الإكثار من أكل اللحوم.
غياب الجمعيات الخيرية
الشخصية الاجتماعية عمر سعيد مدرمح تحدث قائلاً: الحديث عن شهر رمضان ذو شجون حيث تمتزج فيه الروحانية بتعب الصيام , فيه من العادات والتقاليد الجيدة وغير الجيدة فيه التكافل الاجتماعي بين الأسر , ولكن ما يعيب الناس في هذا الشهر الإسراف والبذخ في موائد الإفطار لدى البعض بينما البعض الآخر وهم الناس المحتاجون والذين اعتادوا على إحسان الجمعيات الخيرية، وما يعطى لهم من الميسورين تجد موائدهم خاوية إلا فيما ندر، وفي هذا العام اختلفت أحوالهم وأتى عليهم رمضان وهم في ضائقة بسبب قلة دعم الجمعيات لهم، وذلك لأن هذه الجمعيات تعيش أزمات خانقة أسوة بالأعوام الأخرى، ولذلك فالأمر هذا العام اختلف تماماً.
الخير موجود
لطفي عبدالله، موظف في إحدى الجمعيات الخيرية تحدث قائلاً: من المعروف أن الجمعيات الخيرية تنشط في هذا الشهر وتقوم بمشاريع رمضانية منها سلات غذائية، وتوزيع تمور وبرامج إفطار، وتعتمد في ذلك على المعونات التي تأتي من الخارج من المؤسسات الخيرية، هذا العام اختلف الأمر حيث أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية تعاني من نقص ذلك الدعم، وتعتمد على ما يتم جمعه من تبرعات ودعم محلي وهذا لا يفي بالغرض على أكمل وجه، حيث أن هناك الكثير من الأسر المحتاجة وبالتالي لم يصلها الدعم بالصورة التي كان عليها في الأعوام السابقة, وبالرغم من كل ذلك لازال الخير وأهل الخير موجودون، ولكن في المقابل هناك أسر تعيش على النقيض من هؤلاء الناس وهذه هي سنة الحياة.
مناجاة
هكذا تبدو أحوال الناس في حضرموت في شهر رمضان المبارك بين نقيضين، موائد فاخرة وبطون تمتلئ حتى التخمة، وموائد خاوية حولها بطون لا تجد إلا ما يسد رمقها, نسأل الله إن يلطف بعبادة, ونأمل أن يظل شهر رمضان شهر رحمة ومودة وإحسان وعبادات وأعمال صالحة لا أن يكون شهر التفنن في المأكولات..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.