عاد إلى صنعاء مساء اليوم الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية بعد زيارة لجمهورية الصين الشعبية الصديقة استغرقت عدة أيام . وأجرى الرئيس خلال هذه الزيارة لقاءات ومشاورات مع القادة الصينيين وفي مقدمتهم الرئيس الصيني تشي جين بنغ ورئيس مجلس الدولة ورئيس اللجنة الوطنية ، كما زار شركة البتروكيماويات والتقى برجال الاعمال الصينيين من مختلف المؤسسات الصناعية والانتاجية والاستثمارية . كشفت صحيفة عالمية من مصادر وثيقة الاطلاع أن هادي اتجه نحو الصين بعد أن واجهت بلاده الكثير من الأزمات الاقتصادية والمالية المتلاحقة والتي أجبرت وزارة النفط اليمنية مؤخرا الى بيع بعض أصولها للبنوك الاستثمارية لتغطية العجز المالي الكبير الذي تواجه الميزانية اليمنية والتي وصلت حدا لم تتمكن فيه من دفع أجور العسكريين، وبالتالي كان الدعم الصيني النقدي المخصص لوزارة الدفاع لتغطية العجز الكبير الذي تواجه وأيضا لتزويدها بالمتطلبات الأساسية وفي مقدمتها الزي الجديد الموحّد للجيش اليمني وفقا لتقرير نشرته صحيفة القدس العربي . وجاءت زيارة هادي للصين في وقت يعيش فيه اليمن حالة غليان أمني وعسكري وتردي الوضع الاقتصادي والذي يتطلب دعم ومساعدة العديد من الدول الكبرى والمنظمات الدولية لتجاوز محنته الراهنة. وقالت مصادر دبلوماسية ل(القدس العربي) ان العديد من القوى المتضررة من مخرجات الحوار الوطني الشامل في اليمن بدأت بتفجير الوضع في اليمن عسكريا وأمنيا في محاولة لارباك الوضع السياسي عبر محاولة إفشال مؤتمر الحوار الوطني الذي يسعى الى الخروج بقرارات حاسمة لشكل الدولة الجديد ورسم الخطوط العريضة لدولة فيدرالية ودستور جديد يضع قواعد متينة لديمقراطية حقيقية. واشارت الى ان القوى التي تضررت من هذا التوجه الجديد الذي يعارض رغباتها في الاستئثار بالسلطة فجّرت الوضع عسكريا في محافظة صعده ولعبت دورا واضحا في تفجير الوضع الأمني في أكثر من منطقة في الشمال والجنوب، ضمن مخطط مرسوم وتوجه ممنهج للدفع بالبلد الى حافة الانهيار الأمني والعسكري والسياسي والاقتصادي. وعانى اليمن خلال الاسابيع القليلة الماضية من انهيار كبير في الخدمات العامة من خلال الانقطاعات المستمرة لخدمة الكهرباء والنقص الحاد في المواد النفطية وشحة المياه عبر الشبكات العامة والتقطع المؤثر لخدمة الانترنت، والتي ترجعها الحكومة الى مخطط ممنهج لضرب الخدمات العامة من قبل المتضررين من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، في محاولة لإظهار الفشل في إدارة الدولة الجديدة. وكانت حملة اعلامية كبيرة طالت العديد من القوى السياسية التي تقف وراء التغيير الشامل في اليمن، وتحوّلت هذه الحملات الاعلامية مؤخرا لتطال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر، الذي تعرض لحملة إعلامية شرسة من قبل القوى السياسية المتضررة من التغيير السياسي في اليمن. ودان مؤتمر الحوار الوطني في اليمن أمس الهجمة الإعلامية الشرسة والمنظمة، التي تعرّض لها المبعوث الأممي لليمن وطالب في بيان رسمي الجهات التي تقف وراء هذه الحملة بوقفها من أجل إنجاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني وسلامة تنفيذ التسوية السياسية. وقال البيان ‘يدين مؤتمر الحوار الوطني الشامل الحملة الإعلامية المنظمة عبر وسائل إعلامية حزبية وغير حزبية على مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر الذي يبذل جهوداً كبيرة في التيسير لإنجاح أعمال مؤتمر الحوار وسلامة تنفيذ العملية السياسية المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية'. وأوضح أن أعضاء مؤتمر الحوار طالبوا هذه الجهات ب'التوقف عن مثل هذه الحملة المنظمة، التي من شأنها وضع العراقيل أمام العملية السياسية من خلال هذه الهجمة الإعلامية المستفزة لممثل الأمين العام للأمم المتحدة'. في غضون ذلك كشف مصدر يمني مسؤول في منفذ حرض الحدودي بين اليمن والسعودية ان عدد اليمنيين المُرحّلين من المملكة وصل إلى أكثر من 60 ألف يمني خلال أقل من أسبوعين. ويتوقع العديد من المحللين أن العدد الكبير للمرحلين اليمنيين من السعودية قد يخلق أزمة اقتصادية جديدة لليمن، خاصة وأن وزارة المغتربين اليمنيين تقدر عدد اليمنيين المعرضين للترحيل من السعودية وفقا لقانون العمالة الجديد بنحو نصف مليون يمني . القدس العربي