بقلم / د . عبدالرحيم السامعي : عمل النظام المخلوع خلال 33 عاماً من تدميره للمجتمع إلى مسخ المواطن بشكل عام والمقربين منه بشكل خاص فاحولهم إلى دمى بعد إفسادهم وصنع منهم شياطين يتبرأ منهم إبليس بأفعالهم حتى تبدلت القيم في مجتمع وصف من السماء بالشورى والحكمة ، كل هذا المسخ كان مطبخه الرئيس المؤتمر الشعبي العام هذا الحزب الذي أفسد البلاد والعباد بما أقترف منتسبوه من جرائم بعد إختطافه من شرفاء هذا الحزب وإخراجه من عبائته الحزبية السياسية إلى العبائة الجاسوسية والإستخبارية العائلية والقائد الأوحد الذي أوصل هذا الحزب إلى خرزة في حذائه. وقد رأينا انه بمجرد أن صرح رئيسه أنه سيغادر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى أرتعدت فرائص الفاسدين وتصدعت دعامات الهلعين وناحوا عند أقدامه وهذا ما يدلل ان المؤتمر كان حزباً للحاكم وليس حزب حاكم. وهذا المشهد قد أضهر حالة إشفاق حيال هذا الحزب من زاوية أنه ماكان يستحق كل هذا الجحود من أبنائه العاقين الذين أوصلوه إلى لعنة شعبية لن تزول. ولطالما حذرنا ونصحنا إخواننا في المؤتمر الشعبي العام وإلى وقت قريب قبل إنطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية من التقليل من قدرة الشباب على إشعال ثورة الشعب ضد الفساد وأن للصبر حدود وأن هذا السكون لا يعني السكوت بقدر ما يعني المراجعة والمراهنة على عقلاء المؤتمر إلا أن هذا الطرف أعماه الغرور والإستهزاء وأستمرأ الظلم والأنانية المريضة الراكنة إلى قدرة المشاريع الشيطانية على إستمرار الإخضاع والتدجين وشراء الذمم وتهميش الشرفاء وإقصائهم وتسفيه مواقفهم ، كان نصحنا ينطلق من الحُب الا يصلوا بحزبهم إلى نقطة الصدام مع المجتمع فايخسرهم المجتمع ويخسرونه لكن عمى البصيرة سبق عمى الأبصار ، وحتى بزوغ شمس الثورة كابروا وعاندوا وبرروا القتل لشباب الثورة فاخسروا آخر فرصة للعودة إلى جادة الصواب في اللحظة الزمنية والتاريخية المناسبة. ومعى كل ذلك لازال هناك بقية فرصة في أن يتعايش الشرفاء من حزب المؤتمر مع الواقع الجديد شريطة الإعتراف بحقيقة اللحظة التاريخية السانحة لهذا الحزب في تصحيح المسار والإلتحام مجدداً بمطالب الشعب والتكفير عما مضى ولاشك أن ثورة سلمية كهذه تملك من التسامح وقبول الإعتذار ما يؤهلها لإستعاب كل أطياف اللون الحزبي على الساحة بما فيه حزب المؤتمر بما يملك من نقاط بيضاء في ميثاقه تمكنه من البناء عليها والإنطلاق من جديد نحو مستقبل خالِ من أخطاء الماضي ومساوئه. إن غير هذا لن يجر المؤتمر إلا إلى التحلل الذاتي كحالة طبيعية وسنة كونية لا مناص منها الأمر الذي تخوف منه كثير من أعضاء المؤتمر الذين كانوا يتهمون أطراف بالسعي إلى إجتثاثه فا أعفوهم من المهمة وقاموا بها مشكورين.