عبرت حركة حماس عن احراج مبطن من فبركة اخبار تروجها قناة الجزيرة عن "تفاهم" بين الامارات وإسرائيل حول الحرب في غزة. وربما يسبب ذلك ايضا الحرج لقناة الجزيرة ذات الشبكة الواسعة من المراسلين والتمويل الضخم حين اعتمدت على خبر مفبرك اوردته مواقع الكترونية اخوانية "صغيرة" نقلا عن التلفزيون الاسرائيلي الذي لم يبث هذا الخبر المتعلق بتعاون مزعوم بين الامارات واسرائيل لشن الحرب على غزة! وينص الخبر الذي تناقلته الجزيرة ومواقع قطرية أو قريبة من قطر (الجمهور، وطن يغرد خارج السرب، عربي 21) على "إجراء اتصالات سرية في الآونة الاخيرة بين الإمارات وإسرائيل للقضاء على حركة حماس في غزة وبتمويل إماراتي". وفضلا عن ان الخبر لم تبثه القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي الا ان مجرد النقل عن جهة اعلامية اسرائيلية يمثل مبعث ريبة واستغراب ايضا لتفاصيل الخطاب الاعلامي الذي تتبناه قطر ضد الإمارات. اللافت ان هذا السيناريو الاعلامي تكرر مطلع هذا العام بنفس الاسلوب والأدوات والمصادر. في اواسط في يناير/كانون الثاني نشر موقع إخواني قطري باسم "المصريون" تقريراً يفيد بأن وزير الطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم التقى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وخططا معاً لحرب على غزة بدعم وتمويل إماراتيين.. وكان مصدر الخبر هو نفسه: القناة الثانية الاسرائيلية. وبعد ذلك مباشرة، قال باحث فلسطيني متخصص في الشؤون الاسرائيلية ومقرب من حماس وجماعة الاخوان المسلمين ويعمل مع قناة الجزيرة ان"الخبر الذي نشرته بعض الوسائل العربية والفلسطينية حول تعهد الإمارات بتمويل حملة عسكرية إسرائيلية على غزة، وادعت نقله عن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، مفبرك لا أساس له من الصحة". وأضاف صالح النعامي "ليس كل من يريد أن يعبر عن موقف سياسي ما يلجأ لتقويل الإعلام الصهيوني ما لا يقوله، هذا من جانب.. وهل يعقل أن تتطوع إسرائيل لنشر مثل هذه الأخبار، وهل إسرائيل إذا رأت أن من مصلحتها شنّ عمل عسكري على غزة، ستنتظر حتى تحصل على أموال الإمارات"؟ وتابع النعامي قائلا في ردّ آخر "الغاية لا تبرر الوسيلة.. نصرة الحق لا تبرر الكذب والتدليس.. تعميم الخبر المفبرك حول اتفاق الإمارات وإسرائيل على ضرب غزة بعد نسبه زوراً لقناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، درس يتوجب أن تتعلم منه وسائل الإعلام العربية التي بعضها يختلق فبركات وينسبها للإعلام الإسرائيلي". وكان رد حركة حماس يسير في نفس الاتجاه، اذ قال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم "للأسف دأبت بعض وسائل الإعلام على الترويج لما تبثه وسائل الإعلام الإسرائيلية من أخبار كاذبة ومفبركة ومحبوكة جيدا والتي كان آخرها ما بثته القناة الثانية الإستخباراتية الصهيونية زاعمة أن دولة الإمارات الشقيقة أبدت إستعدادها لتمويل أي عملية عسكرية إسرائيلية على غزة من شأنها إنهاء حكم حماس". وأضاف برهوم "هذا يهدف إلى تشويه سمعة الإمارات الشقيقة والدول العربية وشعوبها الداعمة للقضية الفلسطينية والمعززة لصمود شعبنا، ومن أجل إحداث بلبلة وتوتر فلسطيني عربي، وزيادة الضغط على الفلسطينيين وأهل غزة تحديدا، وأيضا محاولة لعزل فلسطين والمقاومة الفلسطينية وغزة عن أي تعاطف أو دعم او تعزيز أو عمق إستراتيجي عربي إسلامي رسمي أو شعبي كان له الاثر الأكبر في الضغط على العدو الإسرائيلي في وقف عدوانه وحربه الأخيرة على غزة". وبعيدا عن الفبركات الاعلامية، أدانت الامارات بشدة الحرب الاسرائيلية على غزة وقادت مشاورات دبلوماسية عربية لوقف النار. كما تبرعت الامارات بأكثر من خمسين مليون دولار لإغاثة ابناء القطاع المتضررين من الهجمات الاسرائيلية الدامية التي راح ضحيتها المئات. وبأمر من الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، خصصت الامارات مؤخرا مبلغ 25 مليون دولار كمساعدات إنسانية عاجلة ل"دعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والمتواصل منذ أيام". وتبرع الهلال الأحمر الإماراتي ب27 مليون دولار اضافية "لمساعدة قطاع غزة على تخطي الظروف الصعبة التي يتعرض لها سكانه". وحتى هذه الحملة الإنسانية التي تقوم بها الامارات لمصلحة غزة لم تنج من الاتهامات القطرية التي اعتبرت موفدي الهلال الاحمر الاماراتي الى قطر "جواسيس"، في تغريدات وتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.