حذر الكاتب الصحافي المصري فهمي هويدي من ذوبان اليمن وانفراطه وتكرار نموذج الصومال، في ظل اكتفاء العالم العربي بالمشاهدة والدهشة. وأشار إلى أن اليمن يقف الآن على أبواب مرحلة من عدم الاستقرار، التي يخشى أن تدخل البلد في دوامة الصراع المسلح، بحيث تتحول صنعاء إلى بغداد أخرى، وكل اليمن إلى صومال آخر. وذكر هويدي أن الحوثيين استولوا على الحديدة بعد السيطرة على صنعاء ومن قبلها صعدة ومحافظة عمران، وذهبت طلائعهم إلى تعز، في ظل دعوات الجنوب بالانفصال. وأضاف هويدي في مقاله على الشروق بعنوان "من السعيد إلى المنسي" أنه في حين يتمدد الحوثيون ويبسطون سلطانهم على اليمن مؤيدين في ذلك من الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأعوانه، فإن بوادر مقاومة ذلك التمدد لاحت على الجانب الآخر. فمن ناحية، أصدرت أحزاب «اللقاء المشترك» بيانًا طالبت فيه الحوثيين برفع المظاهر المسلحة وإشاعة أجواء الطمأنينة في أوساط المواطنين ووقف الانتهاكات المختلفة للمنازل والمؤسسات العامة، ومعروف أن أحزاب «اللقاء» تضم التجمع اليمن للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني إلى جانب 4 أحزاب أخرى، ومن ناحية أخرى، خرجت المظاهرات في شوارع صنعاء مطالبة بإخراج الحوثيين من العاصمة، والكلام لهويدي. وتابع: تحدثت بعض التقارير الصحافية عن زحف بعض قبائل «مذحج» باتجاه مأرب والجوف وذمار، وعن اجتماعات عقدها شيوخ وأعيان تلك القبائل للتصدي لتقدم الحوثيين. وأضاف أن وكالات الأنباء نشرت بيانات أصدرها تنظيم القاعدة المتمركز في مناطق الجنوب توعد فيها الحوثيين بمزيد من العمليات الانتحارية، بعدما أدت أحدثها إلى وقوع تفجير كبير في صنعاء راح ضحيته نحو 30 شخصًا من رجالهم. وأضاف هويدي أن أربعة أمور في المشهد تستدعي القلق، أولها استسلام صنعاء أو تسليمها بنفس السهولة التي حدثت في 21 سبتمبر الماضي. وقال: إن الأمر الثاني ألا تكون هناك في اليمن قيادة ينعقد عليها الإجماع الأمر الذي سيؤدي لأن يصبح عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين الشخصية الأقوى على الساحة. وأضاف أن الأمر الثالث غياب العالم العربي تمامًا عن المشهد ولا يقوم بأي دور حيال الأزمة اليمنية. والأمر الرابع أن يكون مساعد الأمين العام للأمم المتحدة السيد جمال بنعمر هو الشخصية الأبرز التي تقوم بالدور السياسي في العلن، في حين يصبح السفير الأمريكي هو اللاعب السياسي الأهم وراء الكواليس، بحسب هويدي.