بعد مصر والسعودية اعلنت كندا مؤخرا ان جماعة الاخوان المسلمون جماعة ارهابية الجماعة التي ولدت على يد القابلة البريطانية في عشرينات القرن الماضي وانتهزت فرصة الاحتجاجات الشعبية في2011 لتتسلق سلم السلطة في مصر وتونس قبل ان تطيح بها ثورة شعبية عارمة في30 من يونيو الماضي وتصل قياداتها الى السجن بتهم القتل والسحل والارهاب والتخابر .. ورغم الدعم الكبير من تركيا وقطر الا ان اسهم الجماعة بدأت بالتراجع بشكل كبير . تبدو النسخة اليمنية مختلفة تماما عن نظيراتها في العالم العربي اذ انها تقذف بمعارضيها الى السجن وليس هم يقذفونها ومرجع هذا الاختلاف ان قياداتها ينتمون الى اقوى القبائل اليمنية التي تمتلك مختلف انواع الاسلحة ويبرز اكثرهم اثارة للجدل وهو الملياردير حميد الاحمر امبراطور تجارة السلاح والهاتف المحمول كقيادي صعب المراس يتكئ على النفوذ القبلي الذي وفر للجماعة كرسيها الخاص في السلطة منذ زمن طويل ولازال باستثناء 6 ساعات قضتها احدى ناشطات الحزب رهن التوقيف فان ماضي الجماعة لا يحمل اي مراحل نضالية فلم تعاني معاناة نشطاء الجماعة في بقية الدول العربية وتضطر الجماعة احيانا الى قمع الاحتجاجات الشعبية في الجنوب من خلال القتل والاستخدام المفرط للعنف والسحل والتعذيب والاعتقال فمنذ ان تسلمت الجماعة مدينة عدن وسيطرت على مفاصل الحكم فيها وشكاوى السكان تتوالى عن انتهاكات خطيرة تقوم بها سلطة عدن كما يتهمونها بإشاعة الانفلات الامني والاغتيالات للمعارضين والتحالف مع جماعات القاعدة والتي ترتبط معها بوشائج ايدلوجية واصولية .
وفي الآونة الاخيرة اعلنت السعودية عن حظر جماعة الاخوان بسبب لجؤها الى العنف والتحريض الا ان العامل القبلي الذي تستخدمه الجماعة كورقة رابطة من المحتمل ان يتدخل لتغيير وجهة نظر جيران اليمن خاصة ان نفوذ القبيلة يتجاوز بمراحل دور الدولة الهش حتى اللحظة .. واللافت ان جماعة الاخوان اصبحت اكثر انفتاحا فيما يتعلق بالعلاقة مع اميركا والغرب عكس ادبياتها التي يغلب عليها الطابع الصدامي فالجماعة تعرف كيف تغير جلدها للبقاء في السلطة اكبر فترة ممكنة فقد قدمت كل التنازلات من اجل هذا الغرض بل ان التنظيم الدولي وهو جهاز سري يدير انشطة الجماعة في جميع بلدان العالم يعقد اجتماعاته بين لندن وواشنطن .
ان تنبه كثير من الدول الى الافكار العنيفة والانتهازية التي تحرك سياسي الحركة قد يعيد التوازن الى العلاقة المبهمة والغامضة فاذا كانت مصر بلد النشأة قد لفظتهم فان المستقبل يحمل الكثير من القرارات التي قد لا تصب في صالح الجماعة .. وخاصة في اليمن التي يعتقد الكثيرون ان انهاء الغطاء القبلي والمالي سيعجل بنهاية جماعة ولدت بشكل غير طبيعي في محيط لن يحتضنها طويلا وان تجفيف منابع الدعم وتجميد اموالها في الخارج سيعجل بهذا النهاية .