نشر معهدPEW الأمريكي، المتخصص في التحقيقات المتعلقة بشؤون الأديان، دراسة حديثة حول التنوع الديني في العالم خلص فيها إلى أن "نصف البلدان الأكثر تنوعاً على المستوى الدولي تقع في منطقة أسيا المحيط الهادي" وأن دولة غينيا-بيساو في إفريقيا الغربية تعتبر الأولى من حيث كثافة حضور التنوع الديني فيها. تقوم الدراسة على تصنيف 232 بلداً قسمت إلى ست مناطق رئيسية: آسيا-المحيط الهادي، أوروبا، أمريكا اللاتينية والكاريبي، أمريكا الشمالية، إفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وشمال إفريقيا (تضمنت 19 بلداً عربياً). وترتكز على "مؤشر التنوع الديني" الذي ابتكره باحثو المعهد لغرض القيام بالدراسة وتقسم الدول وفقه إلى أربع مجموعات كبرى وفق تنوعها الديني: مرتفع جداً، مرتفع، معتدل، منخفض.
يتم حساب المؤشر باعتماد نسبة الجماعات المختلفة في بلد ما: مؤمنون من الأديان الخمسة الكبرى (مسيحية، يهودية، إسلام، هندوسية وبوذية) والديانات المحلية (الإحيائية) وغير مؤمنين بمن فيهم اللاأدريين والملحدين. وهكذا، كلما تضمن البلد المعني جماعات دينية متنوعة وبنسب متعادلة تقريباً كلما كان مؤشرها مرتفعاً، رغم أن المؤشر لا يأخذ بعين الاعتبار نوعية العلاقات التي تربط تلك الجماعات ببعضها البعض. في الوقت الذي احتلت فيه المجموعة الأولى بالكامل من دول آسيا-المحيط الهندي وإفريقيا التي تعرض دولها مؤشر تنوع ديني شديد الارتفاع (من سنغافورة، 1، إلى موزمبيق، 12، مروراً بفيتنام، 3، وغينيا-بيساو، 5، والصين، 9) والتي يقطنها مسيحيون ومسلمون وإحيائيون، تقاسمت معظم الدول العربية وأمريكا اللاتينية ووسط إفريقيا المجموعة المنخفضة التنوع الديني والتي تتميز بهيمنة مجموعة دينية واحدة هي الإسلام في الأولى، المسيحية في الثانية والديانات التقليدية في الثالثة.
أربع دول عربية خليجية "تميزت" عن غيرها من الدول العربية من حيث التموضع على مؤشر التنوع الديني بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد المسيحيين الوافدين إليها، من أوروبا وآسيا ودول عربية غير خليجية كلبنان وسوريا، كالكويت (14.3% مسيحيون) والإمارات العربية المتحدة (12.6%) في المجموعة المعتدلة التنوع، وقطر (13.8%) والبحرين (14.5%) التي أتت في قائمة الدول شديدة التنوع.