من المعلوم أن ثورة الجنوب التحررية السلمية، قامت على مطلبها العادل التحرير والإستقلال واستعادة كامل التراب الوطني الجنوبي الذي احتل بعد الإنقلاب على وحدة مايو 1990 م وإعلان الحرب على أرض وشعب الجنوب من ميدان السبعين في 27 أبريل 1994م من علي عبدالله وعصابات آل الأحمر وبغطاء ديني بإنها حرب مقدسة على الإشتراكيين وأحل عبر هذا الغطاء الديني حرمة الدم الجنوبي المسلم واستبيحت أعراضه وأحتلت أرضه الطاهرة . توالت السنين وهذا التحالف المحتل يستهدف الهوية الجنوبية ويحاول طمسها بإستهداف عناصرها فمن استهدافه لثقافة الجنوب عبر استهداف الإنسان الجنوبي بسياسة التجهيل وضرب التعليم ، إلى محاولة طمس الإرث التاريخي عبر طمس وإزالة كثير من المعالم التاريخية ....الخ. لقد استمر المحتل في ممارسة هذه الأساليب البشعة إلا أنه فشل وبقيت الهوية الجنوبية العربية راسخه رسوخ الجبال بصمود الأحرار الذين فجروا حراكا جنوبيا سلميا أهتز له عرش المحتل وتداعت أركان دولته وتهاوى من أعلى هذا العرش رأس النظام علي صالح. لقد مضى شعب الجنوب بثورته من نصر إلى نصر متماسكا محافظا على سلمية ثورته التي أخجل بها العالم والأقليم منافحا عن هويته الجنوبية مصمما على استقلال كامل ترابه الوطني مؤملا في بناء دولته الجنوبية الجديدة التي ستبنا بكل أبناء الجنوب كما ستكون لكل أبنائه. إلا إن المحتل يجيد تبادل الأدوار ويختلف فرقائه على كل شيء ويتفقون على الجنوب وهذا الجانب يغيب على كثير من ثوار ونخب وأحرار الجنوب حين تحضر العاطفة ويغيب العقل وبعد النظر عند بعضهم، فمثلا لتعاطف جماعة الحوثي مع ثورتنا أغتر البعض فحركتهم عواطفهم عوضا عن عقولهم نتيجة لبعض مواقف جماعة الحوثي إعلاميا أوسياسيا التي سجلتها تجاه الجنوب وثورته و التي تشكر عليها ، فرسولنا عليه الصلاة وأتم التسليم علمنا أنه لايشكر الله من لا يشكر الناس. ولكن لم يتنبه كثير من عقلاء الجنوب أن ما مصلي إلا وطالبمغفرة كمايقال فالحوثي له مصالحه وله أجندات مرتبطة بقوى عظمى تطمح لإيجاد موضع قدم لها في أرض الجنوب فهي على دراية أن استقلال الجنوب بات وشيكا ، ولهذا كانت جماعة الحوثي هي المدخل لتلك القوى وفعلا استطاعت هذه الجماعة مد خطوطها مع بعض المكونات وبعض المناطق في الجنوب وبدأت بتصدير مدها الفكري الشيعي عبر بعض الجهلة وضعاف النفوس من أبناء الجنوب الذين تشيعوا وهذا ما أرادته تلك القوى الإقليمية التي تسير جماعة الحوثي وفق إجندتها المرسومة ولكي تمرر هذه الأجندة فلن تمر إلا عبر أولئك الجنوبيين المنسلخين من هويتهم الجنوبية والمرتدين رداء التشيع و المد المذهبي الطائفي بخلقهم موطئ قدم وإستهدافهم سنية الجنوب وشافعية مذهبه السني بهذه الأيادي الجنوبية التي قد يكون بعضها مدركا وعالما وبعضها العاطفة لم تجعله مدركا أن هذا استهداف للركن الركين للهوية الجنوبية ألا وهو واحدية المذهب وسنيته . وهنا مربض الفرس أن مثل هذا الإستهداف الصارخ للهوية الذي يتجاهله كثير من نخب وثوار الجنوب عمدا أو جهلا لايختلف عن الإحتلال القائم على الأرض وهو الإحتلال الخفي المبطن للقوى الطائفية في صنعاء التي من المحتمل أن يسلم الشمال لها أعني جماعة الحوثي المنسلخة من الزيدية الى الإثناعشرية الإمامية، ومن مراقبتنا لذرائع تمدد هذه الجماعة واسقاط كثير من المناطق الشمالية نراها تخلق بؤر من أهالي المنطقة تلك بعد استقاطب بعض أهاليها الذين احتضنوا أفكار الجماعة حتى إذا قويت شوكت تلك المجاميع من أهالي تلك المنطقة أفتعلوا حربا فيها وما نلبث أن نرى الجماعة تسارع قيادتها في التدخل بميليشاتها في المنطقة وإسقاطها واستعباد أهلها. إن مثل هذا الإستهداف لسنية الجنوب إحتلال خفي مبطن يتمدد بصمت ويضرب الهوية الجنوبية في معقلها وعبر أبنائها لايختلف عن الإحتلال الزيدي القائم الجاثم على صدر الجنوب, فهو يدق ناقوس الخطر لكل جنوبي يحز في نفسه مايرى مايراه من الإحتلال الجاثم على أرض الجنوبي للوقوف كثوار ضد هذا الإستهداف لهوية الجنوب ووحدة نسيجه ومذهبه ، كون هذا إن مر فالإقتتال الطائفي والصراع المذهبي سيدمر الجنوب ، يأحرار الجنوب أيها العقلاء لم نطالب برحيل المحتل الزيدي وعصاباته لنوجد ونستبدله بإحتلال طائفي حوثي يفتت هويتنا الجنوبية الراسخة على مر الزمن بواحدية المذهب والإرث الحضاري والثقافي التي تشكل جميعها النسيج الإجتماعي لشعب الجنوب العربي إنها الهوية الجنوبية فالحذر الحذر من الإستهداف الممنهج لها . دمتم ودام الجنوب حرا أبيا مستقلا متمسكا بأرضه وهويته