انطلاقة جاريث بيل أو جاريث «بولت» نحو مرمى برشلونة وتسجيله هدف الفوز في نهائي كأس ملك اسبانيا، كانت الحدث الأبرز في العالم الأسبوع الماضي، بعد أن جرى اللاعب بسرعة عالية في وقت متأخر جدا من المباراة، وكأنه لم يركض أبدا طوال المباراة، وأعطى هدف بيل درسا في كيفية التوافق الذهني والعضلي في الدقائق الأخيرة من اللعب، بعدما قطع «60» مترا بسرعة البرق، وحافظ خلالها على تركيزه، والتمكن من الكرة، والسيطرة عليها، ومن ثم ركلها من بين قدمي الحارس، ورد بيل على كل الانتقادات التي سخرت من صفقة انتقاله لريال مدريد الباهظة فأهداهم فوزا ثمينا على خصمهم الأزلي برشلونة بهدف رائع سيحتفل به المدريديون طويلا. ونحن حقيقة بحاجة إلى لاعبين بسرعة بيل، ولا نقول قدراته الفنية، نحن بحاجة إلى لاعب سريع، يتميز عن الآخرين، حيث غابت عن ملاعبنا في السنوات الأخيرة مميزات خاصة باللاعبين ترغب بها الجماهير، مثل السرعة والمراوغة والتسديد وضربات الرأس، وأصبحت الأندية تتشابه في لعبها ولاعبيها، فالقادسية لا يفرق عن الكويت، والجهراء مثل كاظمة، والسالمية مثل العربي، والشباب كحال اليرموك، نحن بحاجة إلى «لاعبين» آخرين غير الذين نشاهدهم في كل أسبوع من الدوري، فقد أصابنا الملل من مشاهدة النجوم الأبرز في الفرق، ولا جديد في نوعية الأهداف، وطرق المراوغة، فهذا روجيريو يسجل بنفس الطريقة، ويراوغ بسهولة، والحشان أيضا حفظنا لعبه المميز، وركله الكرة بيسراه، حتى الكروت الحمراء نعرف إلى أين ستذهب، وحفظنا عن ظهر قلب موعد «دموع» محمد إبراهيم، ومعها تصريحات عبدالله الحقان الباهرة.
نحن بحاجة إلى التجديد في أفكارنا وقدراتنا، فما نقوم به في ملاعبنا هو «نص» كرة وليس كرة قدم كاملة، نخطئ كثيرا في أبسط مهام الكرة، فما بالكم بأصعبها؟ لا نمرر بالشكل الصحيح، ولا نستثمر الكرات المقطوعة في مكانها الطبيعي، فأغلب لاعبي خط الوسط يقطعون الكرة من الخصم ويعيدونها إليه، لا يجيد لاعبونا إرسال الكرات العرضية إطلاقا، فتكون دائما على مستوى منخفض، فيسهل ردها، نعم نحن نشاهد كرة قدم ولا نلعبها!