كمواطن يمني قبل ان أكون رياضي أو إعلامي .. وجدت نفسي اضرب كفي بحسرة وألم وانأ متسمرا إمام شاشات التلفاز لساعات طويلة أتابع حدث رياضي سعودي افتتح فيه ملعب " سمي الجوهرة" في مدينة رياضية حملت اسم ملك السعودية "عبدالله بن عبدالعزيز" في أمسية نهائي بطولة كاس خادم الحرمين الشريفين. حدث كبير ارتبط بالشباب والرياضة تحت سقف الأوطان التي تهتم لهذه الشريحة وتعطيها ما تستحق من الثروات عبر قادة يدركون أهمية تلك الخطوات وان كلفت ماكلفت .. روعة وجمال وشي يبهر العيون ويسلب الألباب ، ذلك المشهد الذي تسمرت لأجله ساعات طويلة وكأني اطلب المزيد من الجزئيات للصرح الذي تم إقامته في مدينة جدة ثاني اكبر المدن السعودية .. حدث ليس بالعادي يجعلني اتساءل متى تنال الرياضة اليمنية بعض مما تستحقه من الدولة وتحظى بمثل هذه المواعيد ومشاريع مشابهة ترسم الفرح والسرور على الجميع من سكة الرياضة المجال الجميل الذي يرتبط به أهم شرائح المجتمع صناع المستقبل . الأكيد ان ذلك يبقى مجرد سؤال .. لا إجابة له وفقا لما نعرفه وندركه ، فتلك المواعيد اكبر من ان يفكر فيها من يقفون على قرارنا السياسي والرياضي الذين لا يهتمون إلا بالجزئيات فقط بعيدا عن المنظومة الشاملة التي ترتبط بالرياضة كمساحة لأهداف مهمة في الحياة العامة للمجتمعات فما بالك حين يكون الحال بمجتمعنا اليمني . مدينة رياضية على شكل تحفة معمارية قدمت للشباب والرياضيين ووضعت تحت مجهر الجميع بمتابعة استمرت لساعات في كثير من القنوات ، التي التزمت بدورها مهما اختلفت المسميات لكن يبقى ان الرسالة حملت عبر الفضاء وحققت غايتها في حدث ليس بالعادي حدث تهافت إليه الرياضيين من كل حد وصوب برفقة الجماهير الغفيرة التي تجاوزت في عددها أكثر من ستون إلف متفرج ، كانوا الشاهد الأول في للموعد الكبير في مدرجات ملعب خطف القلوب نهار وليلا مع دخول الأضواء الكاشفة وإضاءات الليزر التي رسمت الحدث بألوان أخرى على عيون ملايين تابعوا الحدث بإعجاب عبر الفضائيات. في رياضة وطني يرى الجميع ان الحلم بمثل هذه المنشاءات يبقى من أحلام اليقظة ، ليس لان الظرف لا يسمح لكن لان هناك فهم ناقص للرياضة كمجال يحتضن شريحة كبيرة من أبناءه .. فهم تتداخل فيه كثير من الأمور والأشياء التي يكون مصدرها الدائم الحس الغائب للمسؤولية ومتطلباتها عند من يمنحوا سدة القرار الرياضي الذين يعجزون على إيصال الرسالة مثلما ينبغي ، للجهات الأعلى القادرة . ويكفي ان ننظر إلى صندوق رعاية النشء بأمواله التي تستطيع ان تغير واقع رياضي في ظرف سنة ، لنكتشف إننا في وطن تنعدم فيه روح المسئولية والحديث هنا رياضي ، صلب موضوع نتحدث فيه . ترى ما الذي استوعبه القائمون على الرياضة اليمنية وهم يشاهدون مساء الخميس ذلك الموعد والحدث والصرح الذي مزجت فيه كل فئات الشعب السعودي ابتداء بالملك الذي جاء في وضع صحي صعب ، وانتهاء بالطفل الذي صعد إلى المنصة لينال توقيع الملك فخرج بأكثر من هدية . إنا شخصيا متأكد ان الأمر سيمر بلمحة إعجاب فقط مثلما أعجينا نحن .. إما التفكير لمجرد التفكير بشي مشابه فذلك من المستحيلات .. فلا العقيلات التي نمتلكها تستوعب ذلك ولا الضمائر التي تحكم لديها الرغبة في التخلي عن ملذات الأرقام .