عُرف عن الحضارمة دورهم البارز في نشر العلم والدين، وإسلام قرابة نصف مليار مسلم في شرق آسيا والهند ومنطقة القرن الإفريقي، فالحضرمي مثل ما عهدناه يجول أرجاء الأرض بحثاً عن هدف نبيل وغاية سامية تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، تارة بالتجارة ونشر الإسلام وتارةً أخرى بطلب العلم، حيث لهذا الحضرمي الفذ صفة اتصف بها في مشارق الأرض ومغاربها كعلامة تجارية دولية في الصدق والأمانة والوفاء بالوعد والإتقان في العمل حتى احتل العديد منهم المناصب المرموقة على مدى سنينٍ طوال فمنهم الرؤساء، والتجار، والشعراء، والمخترعين، والمفكرين وغيرهم، فالميزة الحضرمية المعقدة التي لم يفهمها ويقدرها البعض هي تلك البصمة الأخلاقية والنجاحات الحقيقية التي تعد دوما الميزة الأولى لكل حضرمي يهاجر من بلاده إلى مختلف بقاع الأرض وما هي مدة بسيطة حتى يُنيرها بعد الظلام. أما الجيل الحالي باعتباره فرعاً من الأصل ففي الآونة الاخيرة ازداد عدد الطلاب الدارسين إلى مدينة "عدن" الجميلة، لشق مستقبله نحو الابتعاث الداخلي، مبتعدين عن الموطن، والأهل، والأصدقاء سعياً لطلب العلم، ولعل من أهم الأسباب لاختيارهم عدن هي الآتي: تجربة بيئة ثقافة مختلفة، وما تتميز به جامعة عدن من سمعه مرموقة بين الجامعات الأخرى إقليمياً ودولياً وبالرغم من كل الصعوبات التي مرت بها إلا تبقى لها مكانتها المرموقة وبإذن الله ستعود إلى المقدمة، كذلك وجود فرص تدريب في مختلف المجالات، وفي الأول والأخير ما تتميز به مدينة عدن من جمال يخطف القلوب ويأسر الوجدان، ولقد تخرج من عدن الكثير من الشواهد الحضرمية المشرفة في شتى المجالات والتخصصات، واستطاعوا شق طريقهم وإكمال دراساتهم العليا في بلدان اجنبية وعربية واحتلوا مناصب رفيعة.
وبالرغم من كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد اجتماعياً، واقتصادياً، وسياسيا إلا أن العزيمة والإصرار تقف حافزاً بين الحضرمي وبين كلِ عائقٍ يعترض طريقه لتحقيق أهدافه وليسمو بإنجازاته، فبالفعل رغم كل الظروف السياسية والأمنية التي تعتري هؤلاء الطلاب في عدن، وما يتحملوا من العناء خاصة في هذه الايام القليلة المقبلة التي تمتاز عدن بالحر الشديد يرافقه مشاكل سنوية متزامنة منها الانقطاع المستمر للكهرباء وانقطاع المياه في بعض الأحيان إضافة للمشكلات الأمنية إلا انهم ثابتون على المضيء قُدماً بتوفيق من الله تعالى ثم برعاية خاصة من الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان، بخطوات واثقة وهمم عالية، لذا يستحقوا أن نرفع لهم القبعات فخراً واعتزازاً بهم، وتحملهم في سبيل طلب العلم كل الصعوبات والمحبطات، آملين منهم التسلح بالعلم والتدريب، للنهوض بالمجتمع والوطن نحو الأفضل.