تلقى "عدن الغد" مساء الجمعة رسالة من السجين "احمد الجوهري" وهو احد نزلاء سجن المنصورة المركزي بعدن وفيها يشرح معاناة العشرات من نزلاء السجن مع وقائع الاعتقال والامل الذي يراود الكثير من النزلاء باصدار السلطات اليمنية قرار عفو بحق المعتقلين في قضايا الحق العام. ولما حوته الرسالة من مشاعر انسانية ينشرها "عدن الغد" ويعتبرها بمثابة بلاغ عاجل إلى النائب العام والى الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والاخ وزير الداخلية وكل من له قلب في هذا الوطن نطالبهم فيه بالنظر إلى قضايا الكثير من الناس الذين يقبعون خلف القضبان لسنوات طويلة في قضايا بسيطة يمكن العفو فيها .
هي دعوة من القلب للتسامح والعفو والغفران فمن يقرأ رسالة الأخ "الجوهري" سيجد أنها صدرت من قبل انسان يحمل الكثير من المشاعر الإنسانية الجميلة والجمال في هذا الوجود ان تنمي البشرية الأشياء الجميلة لا ان تحبسها خلف القضبان وظلام الليل . نص الرسالة المرسلة من السجين "احمد الجوهري إلى "عدن الغد" والتي جأت بعنوان رسالة من انسان خلف القضبان ما من عام الا ونسمع في دولة ما اصدر العفو العام في حق السجناء من قبل حاكمها في الأعياد والمناسبات وحتى بالمناسبات الخاصة على سبيل المثال الملك الهاشمي في المغرب اصدر العفو العام على جميع السجناء من عليه محكوميه حبس أعفاه من مدته ومن عليه دين سدده حتى الذي حكم عليه بالإعدام عرض على أولياء الدم ديته بمناسبة انه رزق بمولود وفي السعودية حدث ولا حرج أخر عفو أصدره الملك عبدالله بحق السجناء بمناسبة انه أجرى عملية ناجحة لإزالة الم عرق النسا وغيرهم كثير الا في اليمن لم نسمع قط بأنه صدر العفو العام بحق السجناء رغم اننا أهل العفو والسماحة وبلد الأعياد والمناسبات وأنا بصفتي احد السجناء في سجن المنصورة احكي لكم روايتنا نحن السجناء وحلم العفو العام.
في عيد الوحدة العشرين احتفلنا نحن المساجين في هذا اليوم المجيد ،الكل كان منا سعيد وكأنه عيد للقريب والبعيد ،عيد لمن ليس له عيد حتى الأجانب لبسوا معنا الجديد فرحوا فرحا شديد ليس حباً في العيد ولكن حبا في ما قد ينتح عنه من عفو لمن هو خلف الحديد محروما ووحيد يصرخ من الم القيد جلسنا والخوف بأعيننا نتأمل نشرة الأخبار قالت بخروجك ياولدي لاتحلم فالسجن عليك هو المكتوب.
دقت ساعة الأخبار سكت الكبير والصغير وقفنا وكأن على رؤؤسنا الطير نستمع لخطاب المشير بعد عرضه الفريد فإذا هو كله تهديد ووعيد لم يذكر كلمة عفو او أسير..أصيب الجميع بالصدمة بعدما خابت الآمال كرهنا الوحدة جميعنا وطالب بالانفصال من في الجنوب ومن في الشمال اصيب باليأس الجميع وظن انه لايمكن ان يصدر العفو العام ولو بعد ألف عام حتى أتى عام2011عام الثورات عام المفاجئات هبت رياح التغيير وهزت عرش الملك والأمير وأسرع البعض منهم لإصدار العفو العام مراضاة لشعوبهم عاد الأمل من جديد وكنا نظن بأن الرئيس على عبدالله سوف يصدر العفو العام في حقنا وخاصة في ظل الحصار الذي يعانيه لكنه لم يفعل.
أنسته كلمة ارحل وبدأ الحلم يتلاشى شي فشي وأيقن الجميع بأن هذا الرئيس لايمكن ان يعفي على احد حتى تعرض لمحاولة اغتيال في جامع النهدين ونقل إلى المملكة جريح عاد الأمل فينا وقمنا ندعي له بالشفاء نذرنا الصيام ليس حبا في الرئيس ولكن طمعا في عفوه العام ظهر من مكان تلقيه العلاج استبشر الجميع بالإفراج عدينا الليالي والأيام حتى عاد الرئيس إلى الوطن بسلام حامل لغصن الزيتون وحمامة السلام فرحنا فرحا شديد وقلنا لقد سلم من الألغام سوف يصدر بحقنا العفو العام افتحوا لنا نشرة الأخبار سوف يصدره أول ماتطى قدماه المطار .
لكنه كان مثل كل مره لم ينظر ألينا لم يهتم بأمرنا فقد كان كل همه كيف يحصل هو وأقربائه على العفو العام أتت المبادرة الخليجية ومنحت الرئيس ومعاونيه الحصانة بينما نحن السجناء لم تعيلنا إي اهتمام رغم ان جرائمنا لاتساوي شي أمام جرائهم الجسام.
لم يموت الأمل فينا لأننا كنا مقبلين على حدث تاريخي وهو انتخاب الرئيس التوافقي كنا متفائلين في هذا اليوم لأننا سوف نصبح أمام رئيس جديد وقد يحقق حلمنا الذي انتظرناه طويلا خرج الشعب عن بكرة أبيه ليمنح الثقة لهادي وكنا نتوقع في هذه المناسبة العظيمة ان يصدر العفو العام بحقنا لكنه للأسف الشديد لم يفعل بل أصبح وضعنا بالسجون أصعب وأمر مما كان عليه في السابق بعد توقف المحاكم نتيجة الإضراب ويظل السؤال مطروح متى وفي عهد من سوف يصدر أول عفو عام على السجناء في تاريخ اليمن ولا ادري هل دستورنا وديمقراطيتنا تمنعانا عن إصدار العفو بحق المساجين الضعفاء المساكين وتجيزه على الفاسدين ورؤوس الثعابين.والله من وراء القصد.