إن التقليد الأعمى للماضي يجعلنا غرباء في العالم الذي نعيش فيه وان الصراعات التي تدور رحاها اليوم في أقطار الإسلام هو صراع للعودة إلى الماضي وان أصحاب هذه الصراعات يغضوا الطرف عن إمكانية تجديد العصر وإضفاء الروح الإسلامية عليه والطريق الوحيد للخروج من هذه الغربة هو الاعتماد على المبادئ الخالدة لإنشاء تشريع ( فقه) يتناسب والعصرية. فالإنسان المسلم يستطيع أن يكون مسلما حسن الإسلام في مجتمع مختلف جداً عن بيئته ليس في الحلم بعودة الماضي بل بنضال من اجل إيجاد علم متجسّد له معنى. والإسلام كفكر هو الدين الذي باستطاعته جعل القارات السبع كتلة متماسكة متعاضدة لانه الدين المتكامل الذي يحتوي على جميع إمكانيات الحياة بلا استثناء ويستطيع احتواء جميع الطوائف والملل والأديان الأخرى.
في النهاية مستقبل الإسلام مرهون بيد أبناءه إما انه يدخل إلى حياة البشرية وهو يدير ظهره وعيناه على الماضي والنتيجة مزيد من التخلف والانحطاط أو انه يحل مشكلة نمط جديد من التنمية ويستعيد حركته كما كان في العصر الذي حل خلاله وحل جميع مشاكل ذلك العصر.