عدن- أنيس البارق- "جئتُ لأفجر هذا المنتدى"، يقول أحد أبطال مسرحية "مبدعون ولكن" في مشهد يقترب من نهاية المسرحية، ويكشف فيه عن حزام ناسف يضعه على خصره، بعد أن يدخل المنتدى الشبابي الذي كان عضواً فيه قبل أن ينضم إلى جماعة دينية متشددة. بأسلوب جريء، تناقش المسرحية اليمنية، لأول مرة، قضية الإرهاب والفن، في بلد يخوض فيه الجيش اليمني معارك دامية ضد عناصر إرهابية مفترضة، ويعاني فيه الفن من الإهمال. تدور المسرحية حول مجموعة من الفنانين الشباب، يتوزعون على مجالات مختلفة، ويربط بينهم منتدى شبابي، يجتمعون فيه، لكن مسئولاً نافذاً يدعي ملكيته للمكان، فيبدأ الفريق في التشتت، وتسيطر جماعة دينية متشددة على الشاب خالد حمدان الذي يلعب دور الشاعر، فينضم إليها ويسعى بعد ذلك لضم صديقه الراقص.
7 أسابيع استمر الإعداد للمسرحية أكثر من سبعة أسابيع. ويقول مساعد المخرج، الممثل الشاب هديل عبدالحكيم ل"هنا صوتك"، إن "الإعداد شمل وضع رؤية للنص المكتوب قبل أكثر من ثلاث سنوات، بين المخرج ومساعد المخرج والكاتب، ثم إجراء بروفات طويلة ومنتظمة لطاقم العمل,
مخاوف وعُرضت المسرحية في صالة "فلسطين"، في مبنىً حكومي، في خليج حقات- شرق عدن، كبرى مدن جنوباليمن. وأكد كاتب العمل، الشاب أبوبكر الهاشمي ل"هناك صوتك" أنباء "انسحاب ممثلين من العمل، لخوفهم من الموضوع الذي تناقشه المسرحية، وما قد يترتب على عرضها من عواقب"، فيما أضاف مساعد المخرج: "البعض نصحنا بالتوقف عن العمل، هم لم يفهموا أننا نناقش قضية الإرهاب، ولا نناقش قضية جماعة أو طائفة معينة".
جذور الإرهاب "النص لا يتحدث عن الإرهاب بشكل مباشر"، يقول الهاشمي، مضيفاً: "ما أردت قوله أن الإرهاب لا ينشأ إلا نتيجة لأسباب وظروف تمهد له، منها الإهمال في رعاية الشباب، والظروف الاقتصادية، وغير ذلك"، وفي المسرحية يظهر رواد المنتدى الشبابي وهم يخشون خسارته، ويسعى نافذون ومتشددون لاستقطاب أعضاء النادي استغلالاً لوضعه المادي.
وبجانب غياب الرعاية، والظروف الاقتصادية المتردية، يرى هديل عبدالحكيم مساعد المخرج أنه "إذا وجد الأمان في بلد سيأتي الازدهار ويتحسن الوضع اقتصادياً واجتماعياً"، ويضيف: "المشكلة الأساسية هي في الأمان، ووجود الأمن والأمان في البلد هو العامل الرئيس للتطور، والإرهاب هو الذي يدمر البلد"، فيما يوضح الهاشمي: "أردنا حث المجتمع على الوقوف إلى جانب الفنانين والمبدعين".