قتلت امرأة واصيب اثنان من افراد الطاقم عندما اطلق مجهولون النار على طائرة ركاب كانت في مرحلة الهبوط في مطار بيشاور (شمال غرب) وذلك بينما الجيش يواصل حملته ضد مقاتلي طالبان والقاعدة. وكانت الطائرة التابعة "للخطوط الدولية الباكستانية" والاتية من الرياض في مرحلة الاقتراب من مدرج المطار وعلى متنها 170 شخصا عندما اصيبت بثماني طلقات نارية قريب منتصف الليل، بحسب متحدث باسم الشركة مشهود تاجوار. وقال تاجوار ان الطائرة كانت على علو بين خمسين و150 مترا وليس 1500 كما اعلنت الشرطة في وقت سابق. وقال نجيب الرحمن وهو مسؤول كبير في الشرطة لوكالة انه تم تفادي وقوع كارثة بفضل "قائد الطائرة الذي تمكن من الهبوط من دون مشاكل". واوضح تاجوار ان "راكبة واثنين من افراد الطاقم اصيبوا بجروح وتوفيت الراكبة (متاثرة بجروحها) في المستشفى". ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها قبل ظهر الاربعاء عن الهجوم، الا ان السلطات تشتبه في متمردي حركة طالبان الذين هددوا بالرد على اطلاق عملية عسكرية قبل عشرة ايام على معقلهم في ولاية شمال وزيرستان القبلية. وهدد مقاتلو طالبان مؤسسات دولية وشركات جوية وابلغوها بضرورة وقف نشاطاتها او تحمل العواقب. واعلن المسؤول الكبير في شرطة بيشاور محمد الفيصل ان التقرير الجنائي كشف ان ثماني رصاصات من رشاش "ايه كي 47" اطلقت على الطائرة عندما كانت على بعد خمسة كيلومترات تقريبا عن المدرج واصابتها في منطقة الذيل. واطلقت الشرطة عملية بحث في محيط المطار حيث العديد من المساكن الشعبية والتي يسهل اطلاق النار منها على طائرات في مرحلة الاقتراب من المطار. وتم تعليق الرحلات في مطار بيشاور الدولي مؤقتا، قبل ان تستانف بشكل طبيعي بحسب هيئة الملاحة المدنية والخطوط الجوية الباكستانية. ويأتي هذا الهجوم الجديد اثر اعتداء انتحاري الثلاثاء في شمال وزيرستان شنت اثره السلطات حملة في هذه المنطقة الحدودية مع افغانستان لاجتثاث طالبان والقاعدة. والاعتداء الذي اوقع ثلاثة قتلى هم جنديان ومدني بحسب الجيش تبناه تنظيم انصار المجاهدين احد فصائل طالبان. وتوعد التنظيم بالمزيد من الهجمات. وقبل اعتداء الثلاثاء لم يواجه الجيش سوى مقاومة محدودة من قبل المقاتلين المسلحين في عمليته العسكرية التي كان حلفاء اسلام اباد ومن بينهم واشنطن وبكين يترقبونها منذ زمن. وافادت مصادر متطابقة ان غالبية المقاتلين الاسلاميين المحليين والاجانب غادروا المنطقة قبل اطلاق العملية وانتقلوا خصوصا الى افغانستان المجاورة على غرار عدد كبير من المدنيين. واعلن الجيش انه قتل حتى الان اكثر من 300 شخص يقول انهم متمردون اسلاميون وهي حصيلة تعذر التاكد منها من مصدر مستقل. وادت العملية العسكرية الى نزوح اكثر من 470 الف شخص من ولاية شمال وزيرستان من اصل 500 الف الى مليون شخص هم عدد سكان الولاية. ولجا غالبية النازحين الى مدينة بانو المجاورة بينما فر اخرون نحو الغرب وعبروا الحدود الافغانية. وكان برنامج الاغذية العالمي بدا الاثنين توزيع مساعدات غذائية على اللاجئين في بانو وذلك على خلفية توتر بسبب التوافد المفاجئ لمئات الاف النازحين الى المدينة في الاسابيع الماضية وبسبب صعوبة تامين كل المساعدة التي يحتاجون اليها. واعترض قرابة 500 شخص الثلاثاء محورا كبيرا في الطريق الى بانو ورشقوا حجارة على قوات الامن للاحتجاج على بطء تسليم المساعدات. وقام عناصر الشرطة والجيش باطلاق النار في الهواء لتفريق المحتجين.