قال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي إن بلاده بحاجة إلى عدد أكبر بكثير من أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم وهو ما يبرز الفجوة في المواقف بين طهران والقوى العالمية في المحادثات التي تهدف إلى التوصل لاتفاق نووي. وأمام إيران والقوى العالمية الست -الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا والصين وبريطانيا- أقل من أسبوعين للتوصل إلى اتفاق بشأن نطاق برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم في المستقبل وقضايا أخرى إذا ما أرادت الالتزام بمهلة تنتهي في 20 يوليو تموز. واستأنف الجانبان محادثاتهما في العاصمة النمساوية فيينا في الأسبوع الماضي وواصل المفاوضون اجتماعاتهم يوم الثلاثاء ولكن لم يظهر مؤشر يدل على تحقيق تقدم جوهري. وتمثل قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم حجر عثرة في المحادثات النووية وينظر إليها على أنها قضية يصعب حلها. وتصر إيران على أنها تحتاج إلى زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم من أجل توفير الوقود اللازم لتشغيل شبكة مزمعة لمحطات الطاقة الذرية. وتقول القوى العالمية إنه ينبغي الحد بشدة من قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم لمنعها من اكتساب القدرة على إنتاج قنبلة نووية سريعا باستخدام اليورانيوم المخصب لدرجة أعلى. وقال خامنئي في بيان نشر على موقعه الإلكتروني في وقت متأخر من مساء الإثنين "هدفهم أن نقبل 10 آلاف من وحدات عمليات الفصل التي تعادل 10 آلاف جهاز طرد مركزي من النوع الأقدم الذي لدينا بالفعل. ويقول مسؤولونا إننا بحاجة إلى 190 ألف وحدة فصل. قد لا نكون بحاجة لذلك هذا العام أو خلال عامين أو خمسة أعوام لكن هذه حاجة أساسية بالنسبة للبلاد." وأضاف "بدأت مجموعة الخمسة زائد واحد المساومة على 500 وحدة فصل ثم 1000 وحدة فصل لتخصيب اليورانيوم. والآن تريد اقناعنا بقبول 10 آلاف وحدة فصل." وتقول طهران إن برنامجها النووي يهدف لتلبية أغراض مدنية فقط مثل توليد الكهرباء وتنفي أن لديها أي خطط لتصنيع قنبلة نووية. ويعتبر انهاء الصراع المستمر منذ عقد مع إيران أساسيا لتقليل التوتر وتجنب نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط. وأشار دبلوماسي غربي إلى المهمة الشاقة التي تواجه المفاوضات سعيا للتوصل إلى اتفاق. وقال "نحن لا نزال بعيدين عن التوصل إلى اتفاق... ولكن المهلة النهائية تنتهي في 20 يوليو تموز وهذا ما نسعى للالتزام به."وفي الأسبوع الماضي قال دبلوماسيون غربيون آخرون إن إيران خفضت سقف مطالبها بشأن حجم برنامجها النووي المستقبلي في المفاوضات لكن الحكومات الغربية تحثها على تقديم المزيد من التنازلات. ولم يفصحوا عن مزيد من التفاصيل. وقال مارك فيتزباتريك مدير برنامج الحد من الانتشار النووي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن بيان خامنئي "يؤكد ما كنت أشك به: على الرغم من أن المفاوضين الإيرانيين لديهم حرية التصرف في عدد من المواضيع مثل الشفافية والإطار الزمني لرفع العقوبات.. فإنه ليس مخولا لهم الموافقة على تقليص برنامج التخصيب." ولدى إيران الآن ما يربو على 19 ألف جهاز طرد مركزي معظمها من الجيل القديم ويعمل حوالي عشرة آلاف منها لزيادة تركيز النظائر الانشطارية لليورانيوم (يورانيوم-235). وقال المحلل السياسي محمد علي شباني المقيم بطهران إن بيان خامنئي يتطابق مع ما كان المفاوضون الإيرانيون يقولونه على مدى شهور في فيينا. لكنه أضاف "المهلة الزمنية المفتوحة تمنح الجانبين قدرا من المرونة يتيح للجانبين الوصول إلى توافق في الرأي." وفي تحد للضغوط الغربية زادت إيران عدد أجهزة الطرد المركزي بشكل كبير في العقد الأخير إلى ن توقفت عن ذلك بموجب اتفاق مؤقت أبرم في 24 نوفمبر تشرين الثاني مع الدول الكبرى في مقابل تخفيف محدود للعقوبات. وتريد إيران وضع حد للعقوبات التي خنقت اقتصادها وأعاقت صادراتها النفطية ولكن خامنئي الذي له القول الفصل في جميع القضايا الرئيسية في إيران قال إن على البلاد "أن تخطط للمستقبل على افتراض أن العدو لن يخفف العقوبات." ونقل الموقع الإلكتروني عن خامنئي قوله إن فكرة إغلاق مفاعل فوردو النووي المبني تحت الأرض "تبعث على الضحك