قرات صباح الثلاثاء على موقع "عدن الغد" الاخباري تحليل اخباري عن مستقبل اليمن الشمالي للإستاد الإعلامي القدير "صالح ابو عوذل" ذلك التحليل الرائع الذي تحدث عن كل الاشكالات والحروب والصراعات التي شهدتها اليمن الشمالي منذ عقود طويلة مضت! كما لخص بعضا منها وذكر ان هناك صراعا طائفيا في الشمال تشتعل ناره منذ زمن طويل وان هناك صراعا قديما جديد يستند على الطائفية الزيدية التي وصفها من انها هي مقسمة ايضا. كما تطرق الى تفاصيل كثيرا من الامور السياسية التي ربما تجر اليمن الشمالي الى صراعا طويل ربما يصل الى كل محافظة شمالية... حين قال ان مخرجات الحوار الوطني بتلك الاقاليم لابد لها من تدخل اليمن الشمالي في دوامة صراعات عدة طائفية قد لا يمكن لبعضها ان تقبل او ترتضي بذلك التقسيم الذي لاشك انه سيفقد الكثير او جهات معينة مصالحها!.
نعم لقد كان موضوعا شيقا حدا بي او اوجد فكرة عندي للكتابة لا تداخل مع الاستاذ" صالح ابو عوذل" واقول له كنت موفقا الى حدا كبيرا في كل ما ذكرته...لكني ابدا مداخلتي معك لأقول اعتقد ان كل ماجري في "مؤتمر الحوار الوطني" ومأتم فيه من الاعلان عن تلك المخرجات...اعتقد ان هناك سيناريوهات قد اُعدت من قبل بعض القوى الدولية التي اصبحت هي من يقرر كيف يكون مستقبل شعوب الدول النامية وهي من يقرر كيف تكون جغرافية الارض سياسيا وطائفيا وبالطريقة التي تحافظ وتضمن مصالح تلك الدول!.
واعتقد ان ما اعلن عنه من تقسيم اليمن الشمالي الى اربعة أقاليم كما ذكرت ووفقا للانتماء الطائفي لاشك ان هذا لأكبر دليل من انه ليس هناك اي ايادي او فكر او قرار يمني في رسم مثل تلك القرارات التي لاشك ان معظم الساسة شماليون كانوا او جنوبيين يدركوا ذلك جيدا خصوصا من هم في هرم السلطة!.
ولكن ربما مرروا تلك الفترة وصوروها قبل انعقاد المؤتمر مرروها على بعضا من اخواننا الجنوبيين الذين هم بالفعل بعيدين عن قرب تلك القوى الدولية سياسيا! او ربما اتوا من دول الشتات بإشارات سياسية دبلوماسية اوهمتهم انه ستكون هناك مخرجات تلبي ولو ادنى حدا لما يطالب به الشعب الجنوبي من الحرية واستقلال دولته الجنوب وعاصمتها عدن! ادنى حدا او توافق على وحدة فيدرالية مزمنة ومن ثم استفتاء الشعب في الجنوب !.
لكن كما عرف الجميع من ان ذلك الحوار وبمخرجاته وانسحاب المشاركين الجنوبيين فيه لم يكن الا قرارات سبق وان اتخذت كما قلت واعد لها بعناية ودقة! لكن اعتقد انها ايضا راعت القضية الجنوبية كثيرا بل واعطتها شرعية الاستقلالية التامة حين جعلت الجنوب اقليمين وحدها دون ان تشرك معها مترا واحدا من الاراضي الشمالية!.
كما اعتقد ان البند المتضمن الحق لأي اقليمين ان يتوحدوا اعتقد ان ذلك المقصود به الجنوب.
لا نه لا يمكن لأيا من الاقاليم الشمالية ان تطالب بتوحيدها اطلاقا! ولهذا فأن الامر كان مدروسا بل واشرف على اعداده خبراء دوليين يتبعوا تلك القوى الدولية التي ترسم خرائط العالم وفقا وما يتماشى مع مصالحها! كما اعتقد ان بعض القوى الدولية هي من يشرف على كل كبيرة وصغيرة او حدث هنا او هناك!
ولا استبعد ان تلك القوى لازالت تحتفظ ببعض المتنفذين في الشمال كالرئيس السابق "علي عبدالله صالح "وتعمل جاهدة على بقائه رقما سياسيا يحمل صفة "العميل القديم" او الوفي الذي لا يمكن لهم ان يفرطوا فيه!
كما فعلوا مع "حزب الاخوان المسلمين" ووقفوا الى جانبه حتى اللحظة! لاشك انهم ايضا يحتفظوا "بحزب الاصلاح" اليمني او يتبادلون الادوار جهة تقف هنا وجهة هناك.
لتسير الامور كما قلت حافظة وضامنة لمصالح تلك القوى الدولية! تلك المصالح المتمثلة في جعل اليمن قاعدة للنفوذ والابتزاز الاقليمي ولاشك انهم يعملون الف حساب من سيأتي يحكم اليمن افضل واقرب من تلك القوى المتنفذة في الشمال والتي سلمت البلاد والعباد لتلك القوى الدولية مقابل دعمها في البقاء والاستمرار في هيمنتها على بعضها البعض كما ذكر الاستاذ ابو عوذل...
السؤال هل ستنفذ تلك الدول مخرجات الحوار! وهل ستقبل تلك القوى النافذة في الشمال اتمام ذلك مع علمها انه لا يخدمها ويفقدها نفوذ السلطة والهيمنة للابد! الله اعلم أيا ستختار تلك القوى الدولية...
الاقاليم ومضيء السيناريوهات المعدة تمشي قدما ! ام ستختار وقوفها ودعمها كما قلت للعميل القديم "الوفي" الذي وهبها كل شيء! اعتقد الامر الاخطر على اليمن بشكل عام فيما اذا ترابطت المصالح حتى في خيار جر اليمن الشمالي الى حروب طائفية وابقاء الجنوب ساحة صراع تحت مسمى القاعدة والارهاب!!