لست بكاتبه .. ولست بأديبه حتى أتفنن في صياغة الكلم والألفاظ والعبارات !! لكن ما يحصل في وطني الجنوب من عبث ودمار للأرض والإنسان وإجيال الجنوب القادمه على مرأى ومسمع الجميع يُنطقني !!!! هل نجح النظام في تجميد عقول شبابنا الجنوبي وإفراغ الجيل والأنسان الجنوبي القادم من محتوآه ؟!
سؤال يراودني دائماً خلال عملي كمعلمه وماتلوح من ظواهر ومؤشرات ظاهره أمامي .. لم ينجح هذا المحتل من إحتلال أرضنا فقط ، بل نجح أيضاً في تجميد عقول شبابنا لكي نظل تحت سحابته السوداء وكأنه يقول لنا شاركونا جهلنا وتخلفنا ، وما كان يعانيه منذ سيطرة حكم الإمامه عليهم .. و هذا يدل على حقدهم على العقليه الجنوبيه وما كانت عليه من ثقافه وتطور فكري وإنفتاح مجتمعي ؟!! ويدل كذلك على مخطط كان مدروس ومُعد من قبل ان تقام هذه الوحده المفروضه علينا بقوة السلاح وكأنه يكرر سيناريو حكم الإمامه ولكن بطريقه أرقى لكي يدوم إحتلالهم لنا وقتاً اطول واذا ما انتهى هذا النظام بقي اثره فينا مريراً على مر الأجيال كذكرى مؤلمه لنا منهم .
وهذا المرض "التجمد العقلي" الذي بدأ يصيب عقول شبابنا وقد يؤدي الى الإخلال بالجسد والوعي الجنوبي باكمله وإفراغ الجيل والإنسان الجنوبي القادم من مِحتوآه .. اذا لم نستشعر الخطر القادم من الشمال له وإن لم نجد له اللقاح الخاص واللازم لظواهره التي بدأت تنتشر بين ابنائنا بشكل رهيب ..
لعل من اكبر ظواهره هي ظاهره الغش ( وكأننا نبني بيتاً باساساً مغشوش ) هذه الظاهره انتشرت بشكل كبير وملحوظ بين ابنائنا والتي نلاحظها في الجنوب ولا نلاحظها في الشمال وهنا مغزى الاستغراب لدي ؟!!! حيث نلاحظ بعض من طلابنا يصلون الى مرحله الثانويه وهم لايجدون ولا يعرفون صياغه جمله من سطراً واحد ، هنا يأتي استغرابي كمعلمه كيف وصل هذا الطالب الى مرحله الثانويه وهو بهذا المستوى العلمي المتدني ؟!!! قد أجد الإجابه انه تم ترفيع هذا الطالب من قبل مايسمون بمعلمين الرحمه وهو عكس ذلك، او بقرار من مدير المدرسه او من فوق ذلك...
والأفظع من هذا هو فتح باب الغش على مصراعيه اثناء الامتحانات العامه من قبل المعلمين المراقبين لعملية الإمتحانات بتوجيهات عُليا للأسف الشديد .. وأن وجد معلم ذو ضمير تم إقصاء هذا المعلم وشطبه من المراقبه بشكل متعمد ، وكل هذا من أجل إنجاح هذه العمليه الدنيئه وحصول الطالب على درجات عاليه تمكنه من دخول أحدث الكليات وهو لايجيد كتابة اسمه بشكله الصحيح.
هذا هو الوباء الذي أصاب العقل الجنوبي بالسقم وما خُفي كان أعظم .. وباء لابد من إعلان حالة الطوارئ لمحاربته والخوف منه وبتره من الجسد الجنوبي قبل أن يمتد ويستشري من اجل ان يصلح ماتبقى من جسد ... كأنه وباء سرطاني اذا لم نقف معاً يداً واحده للقضاء عليه سوف يفتك بالجميع ، ولابد من الوقوف بجانب بعض المعلمين الامناء على مهنتهم الساميه والحريصين على أجيال ومستقبل الجنوب والذين لم تسمح لهم ضمائرهم بخيانة مهنتهم والرساله التي يقومون بها تحت شعار التربيه ثم التعليم لولاهم لنجح هذا المحتل بتنفيد مخططه على الشعب الجنوبي وافسد ماتبقى منه . وانا اقول ان الجسد الجنوبي باقي ولن يهزمه هذا المرض بوجود من احب الجنوب وأخلص له وهم الشرفاء منا اصحاب اعظم واسمى مهنه وهي مهنة" المعلم " وأدعو الكل الى التكاتف مع حملة شعلة العلم من معلمين وأستاذه فضلاء والشد على أيديهم في بناء جيل جنوبي سليم ومعافى ..