حُذرت الحكومة البريطانية بأنها سوف تواجه إجراءات قانونية في حالة فشلها في استشارة البرلمان والشعب بشأن نشر طائرات بدون طيار في خارج نطاق مناطق الحرب المعلنة. هي أسئلة أُثارها المواطن اليمني سعيد اليوسفي من محافظة تعتبر هدفا متكررا للغارات الأمريكية، حول مصير عشرة طائرات بريطانية مسلحة بدون طيار من نوع "ريبير" ومقرها حاليا في افغانستان. ولغاية هذه اللحظة رفض الوزراء البريطانيون الكشف عن المكان الذي سيتم استخدام هذه الطائرات، التي يتحكم بها عن بعد من القاعدة الأمريكية في ولاية نيفادا و لينكولينشير، بعد شهر ديسمبر/كانون الثاني من عام 2014، وذلك بعد انتهاء العمليات البريطانية في افغانستان.
الإجراءات القانونية التي تم إخطارها للحكومة بواسطة المنظمة الحقوقية الخيرية ريبيريف بالتعاون مع مكتب محاماة "دايتون بايرس غلين" بالنيابة عن السيد اليوسفي هي عبارة عن مساءلة للحكومة البريطانية بتوضيح كامل عن نيتها باستعمال طائرات "ريبير"، والتأكيد على التشاور مع البرلمان قبل اي عملية نشر لهذه الطائرات بدون طيار.
في تموز\يليو، قال وزير الدفاع البريطاني مارك فرانسوا انه من المحتمل ان تتخطى الحكومة البرلمان، قائلا للنواب: "المملكة المتحدة تنوي الإبقاء على قدرة منظومة ريبير[…] وليس هناك اية نية لطلب موافقة البرلمان في كل عملية نشر أو إعادة نشر." وقد رفض وزير الخارجية فيليب هاموند أن يستبعد استخدام طائرات بدون طيار البريطانية ضد اليمن.
وقد تم استخدام "بريديتور" و"ريبيرز" من قبل السي أي أيه (CIA) أو قيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC) لتنفيذ ضربات سرية في البلدان التي ليست في حالة حرب مع الولاياتالمتحدة، مثل اليمن وباكستان. هذه الضربات قتلت مئات المدنيين؛ ورفض الرئيس باراك أوباما الاعتراف رسميا بأن مثل هذه الضربات تجري. وفي هذا الأسبوع، أطلق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تحقيقا في شرعية هجمات الطائرات بدون طيار، والتي كان من المتوقع حضور مسؤولون بريطانيون هذا التحقيق.
وقال المواطن اليمني سعيد اليوسفي: "الأضرار الناتجة عن ضربات الطائرات بدون طيار في مجتمعنا يتجاوز تأثيرها الضحايا المباشرين لهذه الغارات. الخوف من هذه الطائرات قد غير حياتنا بشكل كامل. تحلق هذه الطائرات فوق رؤوسنا بشكل يومي تقريبا ما بين 8 الى 12 ساعة في اليوم. واذا تواجدت في الليل فأنه من الصعب علينا الحصول على أي قسط من النوم بسبب الصوت المزعج الصادر عنها. لقد كلفتني انا وعائلتي ومجتمعي ثمنا باهظا. على سبيل المثال، في يوم زفافي كانت هذه الطائرات بدون طيار تحلق فوق رؤوسنا مسببة الذعر المستمر لجميع افراد القرية. لقد قامت بتحويل ما هو مفترض أن تكون مناسبة للفرح الى ليلة مفزعة لي ولضيوفي."
وقالت المديرة القانونية في ريبيريف، كات كريغ: "إنه أمر سيء بما فيه الكفاية أن المملكة المتحدة تدعم بالفعل حملة الطائرات بدون طيار غير القانونية والسرية لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) لكن هناك الآن خطر حقيقي من أن بريطانيا ستتبع الولاياتالمتحدة إلى أسفل المنحدر الزلق إلى حرب عالمية لا نهاية لها دون حدود ودون مساءلة. يجب أن يسمح للجمهور أن يعرف متى وأين حكومتنا ترسل طائرات بدون طيار مسلحة لتنفيذ الضربات القاتلة - إذا قاومت الحكومة ذلك، فإنها تضرب في قلب التقاليد الديمقراطية لدينا."
وقال المحامي دانيل كاري من مكتب محاماة دايتون بايرس غلين: "القيام باستعمال الطائرات بدون طيار خارج اطار النزاع المسلح سوف يكون بمثابة خطوة تغيير في عمليات الطائرات بلا طيار البريطانية، لغاية الأن وزارة الدفاع ترفض اطلاع حتى البرلمان على ماهي خططهم. موكلنا لا يريد أن يرى الطائرات بدون طيار البريطانية في سماء اليمن. النشطاء ايضا لا يريديون المملكة المتحدة ان تقود الطريق في انتشار الطائرات بدون طيار وتدهور النظام القانوني الدولي ".