استقبلت الجماهير بعاصفة من الهتافات والتصفيق لفرقة البندر الكوميدية فور دخولها خشبة مسرح الطفل بعد النجاح الكبير الذي حققته خلال المهرجانات والاحتفالات الماضية ، وذلك بعد خمسة أيام من المتعة والإثارة والتشويق وفي ليلة من أحلى الليالي التي عاشها أهل المكلا وزوارها الذين تابعوا العروض المسرحية والكوميدية والمنولوجات الغنائية الهادفة التي ألهبت حماس الجمهور وتفاعل معها الصغار والكبار ورددوا خلفهم كل ما غنوه مما زاد الأجواء حماساً ، بحيث شكلت هذه العروض مزيجاً ثقافياً وفنياٌ بديعاً انتزع التصفيق من كل الحضور الذين غصت بهم ساحة مسرح الطفل بسطح مركز مكلا مول التجاري . وكان العرض الأكثر تميزاً ، رقصة وسكتش غنائي هندي "الكفيل "حصد إعجاب كل الجماهير الموجودة لصعوبته وطرافته، خصوصاً خلال الرقصة الغنائي ظلت الفرقة تدور حول المسرح بكل تفاعل وطرافة ، مؤديين العديد من الحركات البهلوانية الصعبة أثناء دورانهم والقفز من فوق المسرح وصولاً عند الجمهور من دون أي خطأ، وهو ما أثار صيحات الإعجاب والتصفيق من الحاضرين.
وتقدمت فرقة البندر للمسرح الكوميدي بالشكر للجمهور الغفير الذي شارك بكل حواسه وشغفة وأثنى الشكر إلى إدارة مجموعة كردوس التجارية و مسرح الطفل القائم بالمهرجان والطاقم الإعلامي بالأداء العالي من الدقة والاحتراف .
العرض كوميدي يضم حوارات ولوحات كوميدية تجمع بين الفرجة والدهاء والذكاء، ما يبرز أن لفرقة البندر القدرة على الإبداع والابتكار ومجاراة عمداء الفن الكوميدي على المستوى المحلي والعربي، لمعالجة قضايا المجتمع ، ولإيصال رسائل هادفة، عبر قالب كوميدي ساخر بهدف لفت انتباه المجتمع والمسئولين لمجموعة من القضايا العالقة والشائكة في محاولة جادة لتغييرها،
إخراج هذا العمل الكوميدي الهادف "الأمن والسيكل والزوج السعيد "، يأتي رغم الظروف الخانقة والمعاناة المتكررة، وأمام جور واقع الإنسان الذي يعيش أزمات متكررة تلازمه وتحد من أدائه وتقيده وفق قالب لا يسمح بالتطور والانفتاح على عوالم أخرى، قصد استكشاف آفاق متجددة بغية صقل مواهبهم وإيصالها لأكبر شريحة من المجتمع.
فرقة البندر الكوميدية، لم تلجا إلى عالم الكوميديا عن طريق الصدفة ، بل لقد عملت ثقافتهما المتنوعة والمشارب التي نهلا منها في صقل موهبتهم الفنية المتميزة لتتراءى وبوضوح أكثر في المجال الكوميدي الساخر، فقد منحوا من عالم التليفزيون والبرامج الكوميدية ما يكفي زادهما وما يروي عطشهما وبعد غيابهم لفترة طويلة عن مسرح الطفل عادوا مجدداً من خلال مسرحية كوميدية مليئة بالجرعة الكوميدية التي يحتاجها الجمهور في وقتنا الحالي للخروج من هم الأزمات المتلاحقة.