يا أصحاب الجلالة والسمو ، يا أمراء النفط والغاز وكل المعادن الخفيفة والثقيلة ، وبما تحتمل من الصلابة والسيولة والميوعة.. ألستم تخوضون حرباً ضروس ضد إيران المجوسية الصفوية الكارثية ؟ فأين هي جيوشكم؟ أين فيالق الرياض ، ودروع البحرين ، وكتائب دبي؟ وما بالنا لا نرى معارك الدفاع عن شرف العروبة وسلامة الدين تدور هناك على أطراف طهران أو على مشارف الظهران ؟ لتكن إيران محض شر ، لكنها دولة تمتلك قرارها وتسعى لتكون قوة عظمى في المنطقة.. فماذا عنكم؟ حسناً.. ذاك شأنكم.. ودعوا لنا شأننا ، فهذا اليمن (السعيد جدا) لم يعد على أرضه يحتمل حروب الضباب ، كما في ملهاة عين العرب ، لا بالوكالة عنكم ، ولا بالنيابة عنهم ، وكونوا على ثقة من أنه لن يكون ألعوبة بيدكم ، وقطعاً لا تخشوا سقوطه بأيدي خصمكم ، سيما بعد أن تهاوى فيه ما كان من مراكز نفوذكم ، ممن كان يجيد السجود على أبوابكم ، فهذا البلد مستقل وشعبه حر ، يعشق حسن الجوار ، إن أحسنتم جواره ، سنته شيعة ، وشيعته سنة ، عروبته كرامة ، لا تخضع لأسعار النفط ، وحضارته تاريخ لا تحكمه قواعد أوباما أو شريعة آية الله حمورابي !
نحن - يا أشقائنا الأثرياء - فقراء ، لكننا لسنا أيتاماً ، ولستم علينا أوصياء.. اظهروا لأجلكم بعض الاحترام الذي يليق بنا ، لا تتدخلوا بغلظة نفطية في سائر شئوننا.. وليكن أحدكم ملكاً على شعبه لمائة عام أو يزيد ، ولينشر على إمارته القواعد الامريكية والقوقازية كما يريد ، وليعتقل في سلطنته من يقول ربي الله على غير مذهبه ، وليحكم بالحبس ألف سنة لشاعر يهجو الأمير الجنين ، وبالإعدام لكل داعية خالفت فتواه دهاليز البلاط.. فقط لا تفعلوا ذلك في صنعاء ، واتركوا لنا – دونما هبات- أمرنا ، وأمر شمالنا وجنوبنا ، فلدينا ما يكفي من (وصال) !