مجد علي ناجي لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره ،لكن داخل ذلك المجد مجدّ وطني كبير ،وثورة جماهيرية وحماس وطني كانا يتدفقان داخل شرايين قلبه ،سمع مجد كثيرا عن العيد الوطني 51 لثورة الرابع عشر من أكتوبر ،قرر مجد ادخار كل فلس يحصل عليه وعمل مع والده في زراعة الأرض ورعي الاغنام ،قبل المشاركة ببضعة أيام اخبرني مجد بأنه سيشارك في عدن ،لم اوافق ولم ارفض وقلت أن شاء الله ،ولكن كنت اجزم بأننا لن نقبل الاشبال الذين مازالوا بسن مجد نظرا لوعورة الطريق وبعد قريتنا عن العاصمة عدن . كرر مجد الحاحه عليا وتواصل مع خاله في المملكة السعودية وطلب منه الموافقة على ذهابه إلى عدن ،اتصل عليا خاله واقترحت عليه الرفض لخوفي على روح مجد لصغر سنه وعدم قدرته على مقاومة وعورة الطريق وبطش الاحتلال ،عرض صالح قاسم خال مجد على الثائر الصغير تلفون جلاكسي آخر صيحة على أن يبقى في القرية وأن لا يشارك في العاصمة عدن رفض مجد رفضا قاطعا عرض خاله وحاول اقناعه بأنه يملك الفلوس وأنه ليس بحاجة جوال فهو فقط يريد المشاركة في عيد أكتوبر ،لم يقتنع صالح قاسم بكلام مجد ولم يوافق مجد على عرض خاله صالح قاسم ،فا اقفل الليل استاره وبقي مجد بلا نوم منتظر الصباح كان يخاف بأن تغفل عينه ويدب في سبات عميق فيحرم المشاركة في العاصمة عدن ،لم ينم مجد كثيرا وفي اول الفجر اتصل على خاله يحاول اقناعه بأن يسمح له المشاركة بعد أن ادرك صالح قاسم بأن مجد داخله بركان لن يهدأ إلا بعد الوصول إلى عدن حينها وافق صالح قاسم،وكانت أمام مجد عقبة اخرى هي الثوار حيث أنهم لن يسمحوا لمجد في المشاركة معهم ،ركب الثوار في سيارة محمد سعيد جرادة ومجد ركب مركبة اخرى فلم نقابله إلى في العوابل (عاصمة مديرية الشعيب) . وجدت مجد في العوابل وكنت اسأله وهو يرد باجابات كلها شموخ وتحدي حينها كان صديقي عسكر بجانبي وكان يستغرب من كل شموخ مجد وشجاعته ، اختليت بصديقي عسكر وبدأنا نتحدث عن اصرار مجد وسردت له تفاصيل قصته وايقنا بأن الجنوب بخير مهما كانت الصعوبات فلو عجزت الاصنام المحنطة على تحرير الوطن لن يعجز مجد ورفاقه على ترك تربة الوطن تحت العن احتلال عرفه التاريخ ،اشبالنا أمانة في اعناقنا ،فيجب أن نشبعهم بحب الوطن والاهتمام في دراستهم فبدون العلم لن نعمل شيء ولن نحرر شيء وسنظل لا شيء فقط سنتقدم با العمر والعياذ بالله .