اكتسبت الهجمة المرتدة على الثورة التي قادها «انصار الله» واتفاق السلم والشراكة المنبثق عنها، زخمها خلال الايام الماضية. وبدا ان «التقاء المصالح» بين قوى داخلية وخارجية، وجد ضالته المنشودة في ضرب النفوذ الحوثي، من خلال الاداة التقليدية القذرة: الارهاب. وأفادت السفير أنه تكفي مراقبة بعض التصريحات السعودية الاخيرة، والتحريض الذي تحمله وسائل اعلام محسوبة على السعودية، لتبيان حجم النقمة المتصاعدة ضد الثورة التي يقول الحوثيون انها لكل اليمنيين،ويقول اعداؤهم انها «ايرانية»! وفي دلالة على حجم الفوضى التي تعم اليمن، هاجم مسلحو تنظيم «القاعدة» أيضاً أمس مطار «أم المغارب» العسكري في محافظة حضرموت شرق اليمن، القريب من الحدود السعودية، «وسرقوا معدات موجودة في داخله»، بحسب ما أكدت مصادر محلية. وبعد ساعات على الهجمات الدموية التي نفذها مسلحو «القاعدة» ضد الحوثيين وقوات الامن اليمنية في اكثر من مدينة ومحافظة، قال عضو المكتب السياسي في حركة «انصار الله» محمد البخيتي ان الحركة وحلفاءها «قادرون على الحاق الهزيمة بالإرهابيين وتخليص الناس من شرورهم». ونشرت صحيفة الأخبار ملفاً بعنوان: اليمن: معركة على النفط.. أيضاً، وتضمن عدة مواد، منها، اليمن: برميل بارود.. وبراميل نفط، اعتبرت فيها الكاتبة منى صفوان أنه منذ تسعينيات القرن العشرين، لم يعرف اليمن الاستقرار. حربٌ وراء حربٍ أنهكت البلد الهشّ ولكن الغنيّ بموارده. قوة اليمن ليست في ضعفه، بل في ثرواته العذراء وفي موقعه الاستراتيجي الذي يجعل قوى إقليمية ودولية تبحث عن الحصة الكبرى فيه. يملك اليمن مخزوناً هائلاً من النفط، لم يُستخرج بعد. يمتد على عمق 1800 متر فقط، ما يجعله مرشحاً ليكون أغنى دول المنطقة في المستقبل، خصوصاً أن نفط الخليج مهدد بالنضوب. وأضافت صفوان: يفتقر اليمن حالياً إلى جيش قوي أو مؤسسات أمنية، في وقتٍ سقطت فيه دولته المركزية، في ظل تنامي الميليشيات المتحاربة. هذه العوامل وغيرها تجعل اليمن لقمة سهلة يمكن قضمها وتقاسمها بين الدول الكبرى. وإلى جانب الوجود الأميركي العسكري والحضور السعودي القوي، أوجدت إيران، بسياستها في المنطقة، حليفاً لها في اليمن، وهو حليف قوي عسكرياً، يمكنها الاعتماد عليه في تحقيق مكاسب استراتيجية، على باب المندب. وقد دخل النفوذ الايراني فعلياً على خط المنافسة مع أميركا والسعودية، بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء. وتحت عنوان: الجنوب يسير على خطى الانفصال؟اعتبر ياسر اليافعي أنّ «الحراك الجنوبي» يصبّ اليوم جهده على ترتيب البيت الداخلي تحت راية موحدة تمهيداً لآلية الانفصال عن الدولة المركزية، بعدما أمهل «الشمال» حتى 30 تشرين الثاني لمغادرة محافظات الجنوب تحت طائلة «التصعيد». وعنونت الحياة: القبائل اليمنية منقسمة بين «القاعدة» و«الحوثيين». وأوضحت أنّ القبائل اليمنية بدت وكأنها تعيش حالة فرز طائفي وانقسام بين تأييد «القاعدة» وبين مساندة «الحوثيين» في حين بدا الجيش والقوى الأمنية على الحياد في غالبية المحافظات والديريات. واستعاد «القاعدة» أمس بلدة العدين في محافظة إب بعد أيام من انسحابه منها، في وقت تشهد مناطق المحافظة ومديرياتها توتراً أمنياً متصاعداً جراء توافد المسلحين الحوثيين إليها ورفضهم مغادرتها. وأحرق مسلحو التنظيم مقار حكومية في البلدة وفجروا منازل لعناصر موالين للحوثيين كما أقاموا نقاط تفتيش على الطريق المؤدية إلى مركز المحافظة (مدينة إب) في وقت احتدمت المعارك بينهم والحوثيين في محيط مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء المجاورة مخلفة عشرات القتلى والجرحى. كما حاصر مسلحون قبليون يوالون حزب «الإصلاح» تعزيزات حوثية في جبل سمارة كانت في طريقها إلى مدينة إب بعد يوم واحد من إحكام الجماعة سيطرتها على مدينة يريم التابعة وتفجير منازل خصومها القبليين. وفي ظل التطورات الميدانية المتسارعة عقد الرئيس عبدربه منصور هادي أمس اجتماعاً في صنعاء ضم هيئة مستشاريه ورئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة الجديدة وسط حديث عن خلافات شديدة بين الأطراف السياسية حول نسب التمثيل في الحكومة والوزارات السيادية. وفي عنوان لافت يعكس القلق السعودي، كتبت الشرق الأوسط: حجة المحاذية للسعودية في قبضة الحوثيين بالكامل.. الرياض تدعو اليمنيين للحفاظ على الشرعية وعدم خدمة مصالح من لا يريد الخير لليمن. ونقلت تأكيد مصادر يمنية مطلعة أن الحوثيين بسطوا سيطرتهم الكاملة على محافظة حجة الحدودية مع السعودية، في حين شن تنظيم القاعدة هجوما انتحاريا على موقع تجمع للحوثيين في مدينة رداع بوسط اليمن، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأكدت المصادر أن الحوثيين تسلموا المحافظة دون مقاومة، بعد أن سيطروا على معظم المديريات هناك خلال الأشهر القليلة الماضية.