"تشعر مصر والسعودية بالقلق من توغل الحوثيين في جميع أنحاء اليمن، وخاصة عند منطقة باب المندب، وبعد استيلاء الحوثيين على الحُديدة، وتصاعد حركة تمددهم في تعز المحاذية للمضيق"، حسبما ذكرت فاينانشيال تايمز في تقرير لها. ويقول التقرير إن مصر تخشى أن يتدخل الحوثيون في حركة الملاحة بالمضيق، الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن شرق إفريقيا، ويصل البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، حيث تستخدمه معظم السفن القادمة والذاهبة عبر قناة السويس، والتي تدرّ على الاقتصاد المصري عائدا يصل إلى 5 مليارات دولار. فيما أصر الحوثيون على اعتقال ومحاكمة 70 صيادا مصريا، بعد القبض عليهم في أثناء وجودهم في المياه الإقليمية اليمنية. ولكن الصحيفة البريطانية نقلت عن الناشط المؤيد للحوثيين حسين البخيتي، قوله إن المخاوف من سيطرة الحوثيين على باب المندب مبالَغ فيها، وأضاف: "هذه مجرد دعاية ضدنا، لإثارة مخاوف المجتمع الدولي ومصر ضدنا، كل المناطق التي نوجد فيها نحظى بشعبية فيها، ولكن لا يوجد مؤيدون لنا في منطقة باب المندب، لذا فنحن لا نذهب هناك". يينما قال أحد المسؤولين المحليين: "في العادة كان حرس الحدود والمسؤولون المحليون يجلسون مع المصريين، ويقومون بحل المشكلة"، وأضاف أن هذه المواقف تشهد غالبا دفع رشوة للإفراج عن الصيادين المصريين، ولكن هذه المرة أصر الحوثيون على تقديم الصيادين للمحاكمة. فيما قال مسؤول يمني إن المحادثات مع مصر مستمرة في هذا الشأن. ويقول التقرير إن الدبلوماسيين المصريين يشعرون بالغضب، حيث وجهت القاهرة تحذيرا باحتمال تدخلها عسكريا في حال سيطرة الحوثيين على المضيق. ويقول التقرير إن السعودية تؤمن بأن إيران تقف خلف الحوثيين، ما يعني استعداد إيران لاستخدام المضيق ورقة ضغط على حركة التجارة في البحر الأحمر، وخاصة بعد تهديد طهران بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر منه خمس تجارة النفط العالمية يوميا. ويرى السفير البريطاني السابق في إيران، وزميل معهد تشاتام للأبحاث، ريتشارد دالتون، أنه ليس من المحتمل أن تسعى إيران لاستخدام الحوثيين في السيطرة على المضيق، نظرا لعدم رغبتها في مواجهة رد الفعل الدولي إزاء هذه الخطوة. وأضاف: "الإيرانيون يؤيدون بشدة حق المرور بحُرية للجميع في الممرات المائية الإيرانية، ولكنهم يُظهرون العدوانية تجاه من يهدد بتحويل الخليج، وهو شريان الحياة بالنسبة لإيران، إلى ممر غير صالح للاستخدام من قِبل إيران، وخاصة فيما يتعلق بتصدير النفط". واختلف الأستاذ المساعد في قسم دراسات الدفاع بجامعة كينج كوليدج بلندن، أندرياس كريج، مع رأي دالتون، حيث قال: "أعتقد أن قيام الإيرانيين بالإعراب عن تأييدهم للحوثيين في استخدام ميناء الحُديدة لنقل أسلحة من السودان عبر جيبوتي، يجب أن يمثّل الباعث الأكبر لقلق السعودية، أكثر من خوفها من اضطراب حركة التجارة في البحر الأحمر".
