كثرت هذه الأيام في الشارع الجنوبي التباينات ولغة التخوين لازالت هي التي عرفناها بعد الاستقلال وخسرنا بسببها خيرة رجال الجنوب من الكوادر والقيادات الناضجة والأساتذة والشخصيات الاجتماعية الهامة ولم يستوعب الدرس القاسي إلى قلة قليلة من الناس ذوي العقول الناضجة والسوية أما البعض فلا زال للأسف على العقلية العقيمة التي أوصلت الجنوب إلى ما وصل إليه اليوم وعلى قول المثل إذا كثر الماء فسد العجين نراء الجنوب كله قيادات في الحراك الجنوبي شيبة وشاب رجل وأمراءه مغترب ومن هو في الوطن والمصيبة إن ينقلب شعب كله قيادة وكل قائد متعصب ومصر على رأيه حتى ولو كان رأيه خطأ . والمصيبة إن كل من يعتبر نفسه قيادي يرى نفسه الجنوب كله متناسي إن معه في هذا الوطن شركاء ويفتكر بأن الجنوب سوف يسلم له على طبق من ذهب بمفرده ويفتكر بأن العالم الخارجي غبي لا يعرف بتاريخ الجنوب وبأن شعب الجنوب أيضاء لا يعرف من هم سبب نكباته وعثراته ومصائبه من بعد الاستقلال حتى يوم إعلان الوحدة المشؤمة ومن باب النصيحة نقول لهؤلاء الذي بلاهم الله بالتحجر بأن الجنوب إذا ربنا فرج عليه بالاستقلال لن يسلم لفئة أو قبيلة أو طائفة بل أن ذلك سيتم وفق برامج وخطط مدروسة من قبل الدول التي باتت اليوم مقتنعة تماما بحل القضية الجنوبية كما أن شعب الجنوب اليوم ليس على استعداد لتقبل الهيمنة من هذا أو ذاك لقد شب شعب الجنوب ولن يقع في الخطاء مرة أخرى وعلى هؤلاء المتسابقين على كرسي العرش إن يعلموا إن كرسي العرش سيكون من نصيب من يطالبه شعب الجنوب كافة بالتربع عليه وليس لمن يجري بعد هذا الكرسي جرى الوحوش أو يحاول إن بفرض نفسه بطريقة همجية أو إقصائية أو مناطقية . وأقول لهؤلاء إن يعقلوا ويهدأوا لأن أمر الجنوب محسوم من قبل دول كبرى رسمت كيف سيكون الجنوب الآتي وعلى هؤلاء أن يعلموا إن مستقبل كل واحد منهم سيكون في محافظته أولا وقاعدته الجماهيرية في محافظته هي من ترفعه أو تسقطه هذا بالنسبة لباقي المحافظات الجنوبية أما عدن فأنه سيكون لها وضع خاص في الترتيبات الجديدة ولا اعني ترتيبات الأقاليم فانا لست مع الأقاليم انا مع إقليم جنوبي وأخر شمالي وقد انسحبنا من مؤتمر الحوار الوطني الشامل على هذا الأساس ولكني أتكلم عن ترتيبات جديدة ستفرض شاء من شاء وأبى من أبى من قبل الدول التي ستعيننا على حل قضيتنا . ما جعلني اكتب هذا المقال هو نفور البعض من تأسيس مجلس إنقاذ جنوبي دعا إليه المناضل الأخ محمد علي احمد ومعه كوكبة كبيرة وبارزة من رجالات الجنوب وواجهاتها وقاداتها وأساتذتها وشخصياتها البارزة وطلاب الجامعات ومنضمات المجتمع المدني والمراءة ورؤساء صحف أهلية ذات أهمية وما جعلنا نحترم دعوة الأخ محمد علي أحمد ونباركها أنها قد أتت في وقتها المناسب وما جعلنا نعجب بها أكثر أن الأخ محمد علي أحمد دعا الناس للدخول في تأسيس هذا المجلس كلن حسب قناعته وميوله السياسية وتياره أو حزبه أو مجلسه الذي ينتمي إليه ويعني ذلك أن يكون هذا المجلس جامع لكل أبناء الجنوب عامة لمواجهة أي طارئ وهو مجلس مؤقت لفترة محددة ثم ينتهي فما الذي أزعجكم من أن نظهر أمام المجتمع الإقليمي والدولي موحدين حتى في هذا المجلس الذي لا ينزع عنك قناعتك وميولك وتوجهك السياسي . أن العالم كله ينادينا ويقول بصريح العبارة أنه لن يلفت إلى قضيتنا ولم يحترمنا طالما ونحن شذر مذر كما أن العالم لن يكلف نفسه عنا الجلوس مع تيارات متناحرة ومتنافرة يصعب عليه لملمتها وجمعها نتيجة الشطط والأنانية والحقد والمرض المزمن أن جميع العقلاء يباركون خطوات الأخ محمد علي أحمد ويرجوا الجميع إن يمضي في طريقة وأن لا يلفت إلا من يحاربون جمع الشمل فماذا سيقول الذين أعلنوا عدم قبولهم بهذا المجلس هل سيخونون كبار رجالات الجنوب من الكوادر والقيادات العسكرية والمدنية وكبار الشخصيات السياسية والأدبية ورؤساء الصحف الأهلية في عدن الذين حضروا تأسيس هذا المجلس هل كل هؤلاء خونه وانتم يا من تخونون الناس وطنيين هل هؤلاء ضد الجنوب وانتم مع الجنوب . لقد تم تخوين من دخل في مؤتمر الحوار الوطني وأثبتت الأيام وبشهادة العالم كله أن من دخلوا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل قد سلكوا الطريق السياسي الصحيح وقد رفعوا قضية شعب الجنوب إلى أعلى المستويات وأنجزوا للقضية الجنوبية مالم ينجز في عشرين عام واليوم تقفون ضد تأسيس هذا المجلس وسوف تثبت لكم الأيام أن هذه الفكرة كانت عين الصواب والمنطق يا جماعة تعبنا من حالة الإقصاء والتهميش ومن التخوين وأمراض المناطقية والعصبية اتقوا الله في أنفسكم مالم فل ندعو بصراحة وصدق إلى العودة إلى تقسيم الجنوب إلى إمارات وكل واحد سيد بلادة فلا يجوز إننا عشنا كل هذه الإمراض والمشاكل ومن ثم نورثها إلى أبنائنا المساكين واعتقد أن اغلب الناس باتوا على قناعة تامة أنه أذا ضل هذا التنافر قائم فان الطريق الأفضل والأسلم لنا جميعا هو العودة إلى هذه الإمارات ومن ثم تنتهي الفتن والشر والله من وراء القصد ,,,,