عندما نحاول أن نميز بين الدول أو المجتمعات أو حتى الافراد فإن ذلك التمييز يعود إلى الواقع الملموس للعمل الخيري والإنساني لتلك المجتمعات أو الدول وما تقدمة هذه الدولة أو تلك لغيرها من الدول أو الشعوب الفقيرة وهذه المساعدات تقدمها بعض الدول بسخاء ومنها دولة الكويت الشقيقة : لقد قدمت دولة الكويت كثير من المساعدات لكثير من أشقائها العرب والمسلمين في السابق نتيجة لحاجة تلك الدول وأيضا لا ننسى العلاقات المميزة التي كانت تربطها ببعض من تلك الدول ومنها التي تعتبرها دولة الكويت ك (أشقاء ) من ناحية ، ومن ناحية أخرى حاجة الدولة التي تحتاج إلى المساعدة ،لكن مع الأسف هناك دول مع شعوبها تناست هذا الجميل في أغلب الأحيان . ( دولة الكويت وشعبها العظيم ) لم تبخل يوما هذه الدولة وشعبها العظيم على اشقائها العرب بالمساعدات كانت مادية أو معنوية وفي أحلك الظروف تقدم مساعدات سخية منها بناء المدارس والمستشفيات والمساجد وغيرها كثير من المساعدات لا تحصى ولا تعد وتلك المساعدات شاهدة على نفسها في كل الدول العربية والاسلامية المحتاجة حتى اليوم : لكن هناك كثير من هذه الدول قد خانت عهدها وعيشها مع هذه الدولة العظيمة ( الكويت ) وتناست وقوف دولة الكويت معها وتناست هذا الكرم الذي أعطي لها من دولة الكويت في أحلك الظروف الاقتصادية ، وعندما تعرضت دولة الكويت للعدوان والاجتياح العراقي لم تقم تلك الدول بواجبها وذلك برد الجميل لدولة الكويت بل وقف البعض ضدها ومنها الجمهورية العربية اليمنية بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح آنذاك في عام 90 عام الوحدة المشؤومة والعام الحاسم الذي كانت الكويت بحاجة إلى الوقوف معها ودحر العدوان العراقي من ارض الكويت الشقيق وهذه الدول ينطبق عليها المثل القائل (إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا) الجنوب دخل الوحدة اليمنية دون الاستشارة من الشعب في الجنوب رغم رغبت الشعب في الوحدة في ذاك الوقت لكنها( جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن) وهو الشي الذي لم يتوقعوه الجنوبين قبل الوحدة . لكن بالرغم من تلك الوحدة التي فرضة على شعب الجنوب العربي كما هو العدوان الذي فرض على شعب الكويت فإن شعب الجنوب رفض ذلك العدوان الغاشم على الكويت وقال كلمته من داخل صنعاء بقيادة مجموعة من الرجال الأوفياء من ابناء الجنوب على رأسهم الشيخ المناضل علي حسين البجيري رغم القيود المفروضة على شعب الجنوب من قبل نظام صنعاء . لكنهم قالوا كلمتهم وشكلوا اللجنة الشعبية لمناصرة الكويت وشعبها بقيادة الشيخ المناضل علي حسين البجيري ، لا للاجتياح لا للعدوان على الكويت لماذا الصمت يا حكومة اليمن نعم لنصرة الكويت وشعب الكويت وقامت المسيرة بقيادة الشيخ البجيري والسيد طاهر الجنيدي نسأل الله إن يرحمه والأستاذ المناضل صالح صائل وبتشجيع أيضا من بعض السياسيون على رأسهم الجاوي رحمة الله عليه ومعهم الشيخ غالب بن ناصر الاجدع ومجموعه من الجنوبيون وقد كانت تلك المظاهرة غريبه على الشماليون لم يعهدوها من سابق وقد طافت الشوارع منها الرئيسية والفرعية وحينها لم يكن دعم مادي مع هؤلاء الرجال لكنهم صمموا ونفذوا وعقدوا الندوات والاجتماعات ولم يهابوا متابعة الامن اليمني لهم .
والسؤال هنا لماذا قاموا الجنوبيون بمناصرة الكويت في ظل صمت الدولة اليمنية بل ووقوفها مع العراق العلني الواضح فقد وجه هذا السؤال إلى قائد المظاهرة الشيخ البجيري من احد الصحفيين فرد الشيخ علي حسين البجيري بقوله نعم نحن شعب الجنوب لن ننسى مواقف دولة الكويت معنى في الظروف الصعبة وفي نفس الوقت نحن مع الحق ولن نكون مع الظالم. الكويت تعرضت لعدوان واضح ومن دولة عربيه مع الأسف نحن مع الكويت وسنواصل المسيرة حتى تعود الكويت كما كانت إلى أهلها والحديث للشيخ علي حسين البجيري . هكذا المواقف وهذا هو التاريخ يعيد نفسه اليوم مع قضية الجنوب من قبل الكويتيين ندوات مستمرة لمنظمات المجتمع المدني في الكويت وشخصيات كويتية معتبره على مستوى عالي من الثقافة والادراك بالجنوب العربي وقضيته . تتواصل في دولة الكويت الشقيقة اليوم حمله شعبية عارمة لمناصرة الجنوبيين في تقرير مصيرهم وهذه الحملة برئاسة السيد انور الرشيد وآخرين هؤلاء الرجال لم يفقدوا ثقتهم بالجنوب وشعبه وهم على علم بالمحبة التي يكنها الجنوبيين للكويت وشعبها العظيم : لازال العالم بخير طالما يوجد فيه مثل هؤلاء الرجال الذين ينظرون ويقفون مع الحق . شعب الجنوب العربي لم يفقد الثقة يوما بشعب الكويت وحكومته وكذلك الكويت لازال على عهده نحو الجنوب، عاش الكويت حكومة وشعب وعاش الجنوب العربي واننا نؤكد لأشقائنا العرب وخاصة دول الخليج ودولة الكويت بالذات إننا لن نخذلكم ولن نخذل مواقفكم معنا سنواصل النضال حتى التحرير إن شاء الله..