مثل رحيل الشاعر عبدالله نسير خسارة أدبية كبيرة للوسط الفني والأدبي في اليمن عموما ومحافظة أبين على وجه التحدي, وذلك لما كان يمثله وجودة من أهمية كبيرة وهامة أدبية رائعة أثرت الساحة الفنية بأجمل الكلمات التي أججت مشاعر المحبين بروائع وطنية ألهبت حماس الجماهير ضد الطغاة الغاصبين ولازالت خالدة وستظل لأجيال قادمة كونها لم تعد مجرد نزوة عابرة أو زهوة سياسية,بل كانت تعبير روحي وفكري, ظلت في محيا الشاعر,بل وأستوطنت في أعماق أعماقنا, وتجلت فيها أسمى أيات الإحساس بالحرية والإستقلال. وجميع قصائدة الشعرية تمثل وحدة فنية متكاملة تنبثق من بين ثناياها أروع الصور التي عبر عنها الشاعر بأسلوب رقيق,برقة أهل أبين وسجاياهم الطيبة فوصلت للجميع دون أستئذان فكانت للعاشقين والمحبين مراسيل حب وغرام وميثاقا بكى وأستبكى كل ذي روح عذبة ورقيقة,فرددها الناس على أنها تعبيرا عن ذواتهم.
وهناء تتجلى عظمة شاعرنا حينما تخرج المعاناة من الأطار الذاتي الضيق لتصبح مشاعر كل الناس وتعبر عنهم وعن همومهم ومعاناتهم وكانت تمثل أيضا مراحل متقدمة من الحب والتفاهم وربط المشاعر ببعضها,.فغناها المحبين وكانت زادهم وخير وسيلة للتعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم وأختصرت لهم مسافات كبيرة إلى ما تصبوا إليه أنفسهم من غزل عذري نقي صافي صفاء النفس التي حملت في ثناياها الحب وأتسعت لتشمل كل قصص الحب وكانت قصة العمر التي لا تنتهي أو تموت بموت المبدعين ,بل ظلت أرواحهم الطاهرة تحوم في ذاكرة الزمن بداخلنا كلما طرق النسيان بابا. لانملك إلا أن نترحم على روح الراحل الشاعر الكبير والمتألق الذي أثرى الساحة الفنية والأدبية الأبينيةواليمنية ككل بأعذب الألحان وأجمل الكلمات وأروع السيمفونيات الأدبية والثورية التي لعبت دروا بارزا في تغيير مجرى العمل الثوري والحماسي في ربوع الوطن أبان فترة الإستعمار البريطاني.. مدير الإعلام / بأبين