تلقت صحيفة (عدن الغد) مناشدة انسانية من الاعلامية الفلسطينية فاطمة جبر العطاونة من قناة معين فلسطين عن الشابة الفلسطينية عبير فوزى الغول. وكتبت الزميلة العطاونة في مناشدتها لأهل القلوب الرحيمة " بسم الله الرحمن الرحيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه )). لكل منا قصص عديدة عايشها أشاهدها لكن هناك قصصا مؤثرة يعيشها أصحاب غزة بجروحهم المليئة بالإنسانية خاصة عندما تختبىء البراءة بين قسمات الوجوه تحدثت الشابة الفلسطينية لمكتب قناة النعيم الفضائية فى فلسطين عن معاناة فى العيش ومسايرة الحياة اليومية . عبير فوزى الغول فى ريعان شبابها تبلغ من العمر إثنتين وعشرين عاما تقطن فى جنوب قطاع غزة وتحديدا حى الجنينة بمدينة رفح الحدودية . شابة فلسطينية لا ترى النور إلا نور الله سبحانه وتعالى فقد اخذ الله بصرها وأعطاها البصيرة منذ الصغر فكانت ترى بعين واحدة بسبب وجود ضمور خلقى فى الشبكية مع مياه بيضاء خلقية . وحسب تقارير الأطباء أن قوة الإبصار بالعين اليمنى هى 5:60 فقط وأن العين اليسرى فاقدة للإبصار تماما ولا ترى الضوء . فقد اجريت لها العديد من العمليات الجراحية فى الضفة الغربيةالمحتلة وتعد كفيفة حسب قانون منظمة الصحة العالمية . ورغم كل هذا تأقلمت مع ظروف هذه الحياة وإستكملت دراستها فى الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وحصلت على درجة الدبلوم فى تخصص ((تأهيل مجتمعى )) مستخدمة طريقة بريل للمكفوفين . وبحروف مليئة بالإنسانية خاصة عندما تختبىء البراءة بين قسمات الوجوه تركنا ل((عبير الحديث لمكتب قناة النعيم عن معاناتها فى العيش ومسايرة الحياة اليومية وهو صمت عن الكلام لمدة دقائق كأنها تحاول أن تمنع نفسها من الحديث أكثر فأكثر إلا أن صاحبة الشخصية القوية جعلتنى أن أضع الكاميرا جانبا ولم أستطيع تكملة الحديث وكانت دموعها التى لا أراها تختلط بدموع وجنتي إعتقدت أننى صرت محصنة أمام الحالات الإنسانية حيث أننى أرى المآسي قد يقول البعض إذا قرأها هى من نسج الخيال لكنها الحقيقة بحد ذاتها نراها ونسمعها ونشاهدها من الأسر المتعففة دليلا واضحا وفاضحا على أن مجتمعنا يغوص بالفقر أكثر فأكثر . ما لفت إنتباهى الهمة العالية والنية الصادقة كانت بملامح هذه الشابة الفلسطينية بأن يعود لها البصر يوما ما . وحول سؤالنا لها بكيفية مسايرة أعمالها اليومية فى البيت كونها لا تقوى أن تفعل شيئا بحكم عدم الإبصار فأجابت انا لا اقوم الان كما كنت بالسابق بأى عمل فى البيت كونى لا اقوى على الحركة والتنقل . وفى ركن اخر وزاوية من زوايا المنزل تجلس عبير بين جدارات غرفتها وبجوارها المذياع الذى لا يفارق حياتها اليومية بقضاء الوقت والإستماع إلى البرامج والمشاركة ببعضها فكان مؤشر المذياع مضبوط على إذاعة منبر الحرية من الخليل بالضفة المحتلة .
فالألم والمرض وضيق حال فى ان واحد وفصل من فصول الحكاية التى لم تنهى بعد لهذه المعاناة جالسنا أم عبير فى بيتها المتواضع وتحدثت بحرارة وألم وحرقة متمنية أن ترى النور إبنتها لتستكمل مسيرة حياتها . دموع كانت حاضرة بالمكان وهى تتحدث لمكتب قناة النعيم يا ليتها فقدت أى شىء أخربجسدها أو مرض عضال ألم بها ولا فقدت نور البصر والرؤية . ابنة يتيمة منذ الصغر توفى والدها وهى أربعة شهور من عمرها تحملت الأم عقبات الحياة البائسة وتكابرت على جراحاتها وناشد عبر مكتب قناة النعيم كل المسئولين مطالبة بعد الله سبحانه وتعالى أصحاب الخير والرئيس محمود عباس حفظه الله والدكتور // جواد عواد وزير الصحة الوقوف بجانب إبنتها لعلاجها فى الخارج كونها بحاجة إلى عملية زرع خلايا جدعية لشبكية العين وهذا ليس متوفر فى فلسطين . ومن الجدير ذكره أنها عملت عمليتين فى الضفة المحتلة بمستشفى مسلم التخصصى بمنطقة رام الله وفى كل مرة تزداد حالتها سوءا عن الأخرى . أم عبير رغم ثقل كاهل هذه الحياة المتعبة إلا أن الأمل بأن ترى إبنتها تبصر من جديد فتكاليف العلاج ومصاريفه التى تقوم بشرائها مكلفة جدا ويعلم رب العباد كيف تقوم بتوفيرها نهاية كل شهر . من شاهد المعاناة يرى مدى المأساة مأساة أخذ الحصار والحرب والدمار والفقر والمرض جانبا مهما لمرتكزات الحياة الأساسية لهذه العائلة وهنا حال الأسرة يقول أن الله لا ينسى عبده . غرابة لا استغراب أن نجد عبير من عشاق البحر لربما يشعرها بالراحة والسكينة وينسيها بنفس الوقت جزءا من المعاناة تخاطبه ويخاطبها بأن نور الله أقوى فنعمة البصر والسمع والفؤاد من نعم الله سبحانه وتعالى فقد أخذ شيئا ومنحها أشياء أخرى . فهذه الشابة تطمح أن تكون يوما ما بقائدة المستقبل رغم ما فقدت فى حياتها وكل هذا طغى على حجم المعاناة لديها . فلازال حلم عبير يترقب من يمسح دمعتها .... ويخفف عنها المعاناة ويفقدها الألم ويشعرها بضرورة الأمل الذى لازال يغزوها بالإبصار يوما ما . ويبقى الأمل موجودا بأن يكون سيد الموقف وإيمانا منا بأنكم رجالات الوطن وحاملى المسئولية توجهنا بمناشدتنا لسيادتكم بعد ان وصلت لمكتب القناة أملا بأن تجد صدى يثلج صدر عبير وصدور كل المكلومين فى فلسطين .
للتواصل مع المريضة عبير فوزى الغول جوال/ 00970595161264