وسط أجواء أمنية مشددة أحيا الشيعة ذكرى أربعينية الإمام الحسين في العتبات الشيعية في كربلاء. وجاء تدفق الزوار على كربلاء رغم التهديدات بتعرضهم لهجمات. وكان البعض منهم قد ساروا على اقدامهم لأكثر من اثني عشر يوماً للوصول الى كربلاء من مدن في اقصى جنوبالعراق، أو عبر حدود إيران، في حين تكدس آخرون في حافلات او شاحنات للقيام بالرحلة. وأظهرت الصور الجوية التي التقطت للمدينة أنهار من المصليين المرتدين اللباس الاسود وعلى رؤوسهم اشرطة ملونة، ويلوحون بالأعلام. كما شوهد رجال واقفين على الاسوار والاسطح والشرفات وهم يحاولون توجيه تدفق الزوار، لتجنب حوادث قد تنجم عن تدافعهم. يذكر أن الحكومة العراقية كانت قد اغلقت الشوارع الرئيسية في بغداد منذ بداية هذا الاسبوع لأسباب أمنية، حيث قيدت السلطات حرية التحرك والتنقل للتقليل من مخاطر الهجمات. كما شددت السلطات اجراءاتها الامنية، وسط مخاوف من تنفيذ تنظيم "الدولة الاسلامية" لعمليات انتحارية وسط الحشود، لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية. وأما المدن التي تسكنها غالبية شيعية في جنوبيالعراق، فقد بدت البعض منها فارغة تماماً من سكانها خلال هذه الذكرى الأربعينية. في حين قال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إن سبعة عشر مليون شخصاً مروا على كربلاء لإحياء ذكرى الاربعينية، بينهم أكثر من اربعة ملايين اجنبي من ستين دولة. تقول تقديرات إن هذه أضخم مشاركة في إحياء ذكرى أربعينية الحسين. وتوافدت أعداد كبيرة من الزوار على المدينة للوصول إلى مرقد الإمام الحسين، الذي قتله جيش الخليفة يزيد بن معاوية عام ستمئة وثمانين ميلادية، وهم يضربون على رؤوسهم وصدورهم تعبيرا عن الحزن. وتعتبر اربعينية هذا العام رمزاً لمواجهة الشيعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف، والذي يكفر الشيعة. وقد كثفت السطات العراقية تدابير الأمن في ما يعتقد أنه أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم. وحاول مسؤولون كبار في الحكومة العراقية ذات الاغلبية الشيعية، وايضاً عدد من رجال الدين، تصوير حج هذا العام كنوع من أنواع المقاومة ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين سيطروا على مساحات كبيرة من البلاد في شهر يونيو / حزيران من العام الجاري. وقال العديد من الإيرانيين الذين توافدوا الى العراق بهذه المناسبة إنهم قدموا للحج بناءً على أمر مرشدهم الأعلى، آية الله علي خامنئي. وعبر مسؤولون عن اعتقادهم بأن أربعينية العام الحالي كانت الأضخم. وقد قدمت بلدية طهران ستين شاحنة قمامة وعشرة آلاف متطوع من عمال النظافة للتخلص من أطنان النفايات التي خلفتها عشرات الآلاف من الوجبات التي قُدمت للحجاج.