هكذا نحن دائما متغابين عن الصواب في التعامل ازاء بعضنا البعض ، حيث الهندمة والأناقة الزائدة في الملبس واقتناء آخر موديلات السيارات أضحت هي المعيار المعتمد في إحساسنا البليد تجاه من نقابلهم .. حتى ولو كان بعض هؤلاء يساوي وضعه الاجتماعي والثقافي والعلمي والمهني صفر من الشمال .. فالمشكلة هنا بالنسبة لنا تكمن في المكتسب من التفكير المتخلّف في التقييم أو التقويم للفرد . وتتساوى هذه النظرة الضيّقة جداً عند كثير من البشر مسؤولين ومواطنين وحتى حراس البوابات فالكُل للأسف يقيس القادم إليه بمظهره لا بجوهره ، وأجزم بأن هذا القادم يكون من كان وقصد أن يدخل باب مرفق أو مؤسسة فأن الحرّاس سيردَّوه على أعقابه ، وفيما إذا عرف بنفسه جاهداً وأصر على الدخول فأنه لن يسلم من الشتم والإهانة وربما اللكم حد الرفس !. أدون هذا بناءً على معطيات عديدة صادفتها تحدث لكثيرين في بوابات مرافق عديدة حيث الانيق المظهر يسمح له بالدلوف .. مضاف تحية وكلام حسن ! فيما الغير من ذوي المكانة الاجتماعية والثقافية والعلمية الرفيعة المرتدين لملابس متواضعة يتم التكشير في وجوههم ونهرهم والازدراء بهم لا لشيء اقترفوه إلا لانهم غير مهندمين !!. ولكم سمعت من بعض النرجسيين يردد في وجه سواه من متواضعي الملبس جملة ( زيك يدل عليك دائماً ) . لا ادري صراحة الى متى سنبقى على هذه العادة السخيفة جداً وكم من الوقت سنظل مأخوذين بالمظاهر البراقة متعامين عن الصواب والذي يتوجّب ان يكون قائماً على معيار ثقافة الإنسان ومكانته فالأجدر في التقويم أن نردد جملة( ثقافتك تدل عليك ) ولا بأس بعد ذا ان نُحملق صوب أصحاب الأزياء الأنيقة والفاخرة جداً والاستمتاع بتمخطر سياراتهم الفارهة وبحيث تصير هذه العادة مجرّد ولع لا أكثر .