في تاريخ سفر قراءاتي المتقطعة أتذكَّر إنني قرأت عن حكاية أنثى طائرالوقواق.. أين ومتى لا أدري .. والمُهم إن الحكاية توشَّمة في عمق الذاكرة لغرائبية خداع هذه الأنثى وتفوقها في الخُبث على سواها من الطيور . فالحكاية على ما أذكر تقول : أن أُنثى الوقواق دائما مايغالبها نزوع الإستيلاء على أعشاش الطيور الأخرى التي هي من غير نوعها فهدتها غريزتها إلى إتباع طريقة هي الأغرب من نوعها للإستحواذ على أعشاش الطيور الأخرى وطردها من أوطانها من خلال مغالطة الطيور ببيضها فلقد كانت تقتنص فرصة خروج الطيور من أعشاشها فتلج خلسة إلى كل عش به بيض من بيض هذه الطيور فتدحرج بيضه واحدة منها إلى خارج العش ثم تهشّمها بمنقارها وتضع بدلاً عنها واحدة من بيضها ثم تغادر فيأتيا صاحبا العش فلا يشعران بالخديعة ويمر الوقت فتفقس بيضة الوقواق ويخرج فرخها فيكون أول عمل له هو رمي البيض أو الصيصان الصغيرة التي بجانبه إلى خارج العش ، فيظنا صاحبا العش الحقيقيان إن هذا الفرخ هو المتبقي من صغارهما فيدللانه ويطعمانه فينمو حتى يصير طائراً فينقضي عمرهما فيكون _ أي فرخ الوقواق هو المستوطن الرسمي للعش ! .
وللحقيقة أقول إنني ما كنت أفكر أن أسوق حكاية من هذا النوع لأنها بحسب نظري مجرد حكاية نسجها أصحاب الخيال ، ولكنني فوجئت كثيراً عندما وجدت وأنا أبحث على الإنترنت بالمصادفة عن أسماء طيور فأباغت بوجود طائر الوقواق ليس بشكل حكاية وإنما كحقيقة موجودة على الأرض ، فهذا النوع من الطيور متوفر في بقع شتّى وتعززت قناعتي أكثر وأنا أقرأ مؤخّراً لكاتب فلسطيني أن اليهودة التي تمارس على الشعب الفلسطيني أشبه بفعل أنثى طائر الوقواق لتهويد الأرض العربية الفلسطينية وإقتلاع الشعب الفلسطيني من على أرضه ، ولكم وجدت الأمر مشابهاً لحالنا في الجنوب العربي المحتل حيث يسعى المحتل الجاثم على أرضنا لزرع عملاء له في كل شوارع مدننا ليتولُّوا مهمة تصفية الناشطين الجنوبيين ليتمكن من إحكام قبضته على وطننا ، طبعاً مع الفارق أن الوقواق يستخدم أدواته من بني جنسه فيما المحتل الغاصب لأرضنا يعتمد على حقارة البعض من بني جنوبنا الذي ينفِّذ القتل بحق بني وطنه متجاهلاً أن الدور سيأتي عليه من قبل المحتل نفسه الذي يستخدم مثل هؤلاء الحثالات لغايات ثم يتم التخلص منهم كسابقيهم حتى لايكشف أمره .. فهل من متَّعض ؟! .