الحكومة بطاقمها ورئيسها بحاح في زيارة عمل لمدينة عدن الجميلة.. خبر تفاءلنا به كثيراً لعل من مخرجات هذه الزيارة ما ينفع عدن ومناطق الجنوب عموماً. الأمر الذي تفاءلنا به كثيراً هو تصريحات دولة رئيس الوزراء بالبدء في تنفيذ الخطوات الخاصة بقرار نقل الصلاحيات المالية والإدارية وتطبيق نظام الخزانة في عدن... وغيرها من الإجراءات الهادفة إلى تصحيح وضع تدميري افتعلوه بعنوة في عدن والمحافظات الجنوبية عموماً. تلك الإجراءات من دولة رئيس الوزراء لا شك مشكورً عليها ، إلاَ أن الأمر لا يزال أبعد من صُلب المعاناة ولا يزال بحاجة إلى خطوات أكثر جُرأة من بحاح وحكومته.. فهناك تعويضات لألوف المسرحين والمطرودين من عسكر ومدنيين ، إعادة المنهوبات والمسروقات من أراضي وعقارات ومؤسسات ووظائف ، البُنى التحتية المنهارة فالكهرباء متعثرة والمياه متقطعة ولا منشئات ولا أعمال غير فنادق ومولات تستنزف المواطن وترهقه ، التدمير الممنهج للكادر الفني والإداري في عموم المرافق ، انهيار كامل للقانون وسحق مدمر للنظام وما ألفناه من انضباط والتزام ، شرطة مرور مرتجلة وشرطة المدينة غائبة وقضاء معطل وفاسد ولا نرى إلاَ الأمن المركزي أكثر انضباطا في قتل الناس ، المخدرات بأنواعها منتشرة في كل شارع وزقاق ، البطالة المهولة التي يئن منها كل بيت ، شباب وجيل كامل سحقوه وأضاعوه ، التربية شطبوها عنوة والتعليم دمروه بخُطة ، الصحة معلولة ومشلولة ، البيئة ملوثة بالكيماويات وربما النفايات الملقاة في بحر عدن بترخيص مقبوض الثمن ، معاناة الناس والمعيشة الضنك ، حق الحماية وحق الحفاظة والرشاوي والفساد وما أفسدوه في أخلاق الناس وثقافتهم.... وغيرها الكثير الكثير من العبث المدروس والإسقاط الممنهج والضياع المبرمج أرضاً وإنساناً وبيئة وثقافة مما لم نعهده في عدن على الإطلاق لا سابقاً ولا قديماً ولا في كل العهود إلاَ في عهد الوحدة المباركة لا بارك الله فيها ولا فيمن أدخلنا في جحرها. هذا بسيط مما نعرفه وربما هناك الكثير من الخفايا التي نجهلها وجميعها لا شك تصبُ في اهتمامات الحكومة ورئيسها بحاح ويبقى السؤال هل باستطاعة حكومة بحاح في هذه المرحلة اصلاحات عملية ولو جزئية لمعاناة عدن والجنوب ، أم أن القضية تجاوزت (الإصلاحات) في تعقيداتها وصعوباتها وباتت عدن بحاجة إلى غسيل كامل وتطهير شامل وانبعاث سوي من جديد لا يقدر عليه إلاَ (إقليم عدن) القادم أو ربما علينا أن نعود من جديد إلى (مستعمرة عدن) ولا حرج. معذرة بحاح.. لا اقصد الاحباط فما عرفناك إلاَ عنودً مثابر.